البحث
المـراء
(أ) مدخل لغوي:
المراء لون حواري أشبه بالجدل المذموم بل يصل المراء أحياناً إلى مرتبة الكفر كما سنذكر بعد، قال في اللسان:" ماريتُ الرجل أماريه إذا جادلته، والمـرية: الشك والجدل... والمراء: المماراة والجدل.. وأصله في اللغة الجدال، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاماً ومعاني لخصومة وغيرها... وقال ابن الأنباري: مارى فلانٌ فلاناً معناه استخرج ما عنده من الكلام والحجة، مأخوذ من قولهم: مريتُ الناقة إذا مسحت ضرعها لتدرَّ " ([1]).
(ب) مدخل اصطلاحي:
المراء أمر مذموم، لأنه مجادلة بالباطل لدحض الحق، وقد عرفه الراغب في المفردات بقوله:" المرية التردد في الأمر، وهو أخص من الشك، والامتراء والمماراة: المحاجّة فيما فيه مرية " ([2]) ويزيد الشريف الجرجاني بيان حقيقة المراء بقوله:" المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سوى تحـقير الغير " ([3]) وقال أبو حامد الغزالي:" وحدُّ المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خـلل فيه، إما في اللفظ وإما في المعنى، وإما في قصـد المتكلم " ([4]).