1. المقالات
  2. الحوار في السيرة النبوية _ السيد علي خضر
  3. المناقشة

المناقشة

المناقشة لون حواري كذلك، وهي في أصلها اللغوي تمت بصلة ضعيفة إلى هذا المعنى، ولكنها صارت في الاصطلاح المعاصر - بعد التطور الدلالي للكلمة - صورة حوارية، قال في اللسان:" نقش الشوكة ينقشها نقشاً وانتقشها: أخرجها من رجله، وبه سُمي المنقاش الذي يُنقش به، وناقشه الحساب مناقشة ونقاشاً: استقصاه، وفي الحديث:" من نوقش الحسابَ عُذّب " ([1]) أي من استُقصي في محاسبته وحوقق... وأصـل المناقشة من نقش الشوكة إذا استخرجها مـن جسمه " ([2]).

والمناقشة على ذلك لون حواري، ولعل أهل الجاهلية عرفوها قريبة من هذا المعنى كذلك، ومنه قول الحارث بن حلّزة:

أو نقشتم فالنقشُ يجشِمُه النا       سُ وفيه الصَّحاحُ والإبراء

يقول: لو كان بيننا وبينكم محاسبة عرفتم الصحة والبراءة " ([3]).

وفي المناقشة لون من استقصاء الحساب وإظهار الأخطاء... وليس ذلك ضرورياً في الحوار.

(ب) المناقشة: مدخل اصطلاحي:

صارت المناقشة في الاصطلاح لوناً حوارياً ذا طبيعة خاصة، حيث تجتمع مجموعة من الناس لإدارة حوار حول مسألة متفق عليها من قبل، وهي في الاصطلاح " موقف مخطط يشترك فيه مجموعة من الأفراد تحت إشراف قيادة معينة وتوجيهها لبحث مشكلة أو موضوع محدد بطريقة منظمة، ويعرف كل فرد فيها دوره بهـدف الوصول إلى حـلّ تلك المشكلة " ([4]).

وقد ساد هذا اللون الحواري في كثير من صور التعليم المعاصر حتى صارت المناقشة أشهر من مصطلح الحوار في عمليات التعليم المتنوعة.



[1]- رواه البخاري في كتاب الرقاق (6536) ونصه " عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: "مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ، قَالَتْ: قُلْتُ: أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَىâ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً [ قَـالَ r: ذَلِك الْعَرْضُ " ورواه مسلم (7225) والآية من سورة الانشقاق (8).

[2]- جمال الدين بن منظور: لسان العرب: نقش.

[3]- نفسه: نقش.

[4]- عباس محمد أمان: تنمية مهارات المناقشة لدى تلاميذ المرحلة الثانوية بالبحرين: 17، رسالة ماجستير غير منشورة بكلية التربية – جامعة عين شمس 1987م.

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day