البحث
المراء في القرآن والحديث النبوي
المراء في لغة القرآن أمر مذموم في كل المواضع التي ورد فيها، حيث ورد نهي صريح للنبي بالابتعاد عن المراء في كل الأحوال، ومنه ] الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [ (البقرة: 147).
والمرية والمراء في بعض المواضع يقرب من معنى الشك والتكذيب، وفي بعض يقرب من معنى الحوار والمجادلة كما في ] فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً [ (الكهف:22) قال الزمخشري:" فلا تمار فيهم: فلا تجادل أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف إلا جدالاً ظاهراً غير متعمق فيه، وهو أن تقص عليهم ما أوحى الله إليك فحسب ولا تزيد، من غير تجهيل لهم ولا تعنيف بهم في الردّ عليهم " ([1]).
والمراء كذلك مذموم في الحديث النبوي، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:" الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " ([2]).
وبمراجعة مادة " مرى " في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي نجد أن مفهوم المراء في السنة وأقوال الصحابة يعني حواراً يتحول إلى ما يشبه الخصومة بسبب الخلاف حول قضية ما، ومن ذلك بإيجاز " إنه تمارى هو والحرّ بن قيس.. امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عذرة.. إني تماريت أنا وصاحبي.. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما.. تمارينا في سورة من القرآن.." ([3]).