1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. حقيقة دعوة الرسول وهل يمكن أن يجيء بها أمي

حقيقة دعوة الرسول وهل يمكن أن يجيء بها أمي

الشاهد السابع 

حقيقة دعوة الرسول وهل يمكن أن يجيء بها أمي ([1])

ولنعد مرة أخرى إلى الدعوى التي جاء بها رسول الله  لنلقي عليها نظرة فاحصة نكشف طبيعتها ومرماها.([2])

فبالبحث والتأمل يتجلى لنا أنها دعوة فطرية، مبادئها النظرية قوائم لكل عقل، ومبادئها العملية تناسب كل طاقة.([3])

دعوة تلائم الغرائز الإنسانية والمصالح البشرية، دعوة ليس فيها إعنات للفكر ولا قهر للذهن ولا إرهاق للتصور، دعوة تثير في الناس غريزة حب الاستطلاع؛ ليتفهموها وليقفوا على أدلتها، دعوة تقوم على الحق وتبني على الخير وتهدي إلى الرشد في كل ما جاءت من أصول أو فروع من عقائد أو أحكام.([4])

سُئل أحد الحكماء: لماذا أسلمت؟

فقال: نظرت في الإسلام، فلم أجد فيه أمرًا يقول فيه افعل ويقول العقل فيه لا تفعل، وكذلك لم أجد فيه أمرًا يقول فيه لا تفعل ويقول العقل فيه افعل، ولكن وجدت كل ما جاء به من أوامر ونواه تطابق عليها العقل والشرع، هذا ما قاله حكيم فطن حاذق لبيب.([5])

وهو قول حق نجد مصداقه في كل ما جاء به الإسلام، ولنذكر على سبيل المثال:([6])

أ- عقيدة التوحيد: عقيدة سهلة لا تركيب فيها ولا تعقيد، ولا غموض فيها ولا إبهام، براهينها ميسورة مستقاة مما يقع تحت حواس الإنسان وفكره، وهي واضحة لا تدع مجالًا للريب ولا منفذًا للشك.([7])

ب- عقيدة البعث والإيمان باليوم الآخر: فهي ترتبط بعقيدة التوحيد بأوثق الروابط، فالإيمان بإله واحد بلغ غاية الكمال يستلزم الإيمان بحكمته البالغة ومن الحكمة أن لا يُسوى بين مؤمن وكافر، بار وفاجر، محسن ومُسيء، فلا بد من يوم تُجزى فيه كل نفس بما كسبت، ولا استحالة في البعث، فمن قدر على البدء يقدر على الإعادة.([8])

جـ- الإيمان برسل الله: فبينها وبين العقيدتين السابقتين أقوى الأواصر وأمتن الروابط، فحكمة الله سبحانه وتعالى تأبى أن يوجد الإنسان ويتركه سدى ويدعه هملًا، ويعاقبه دون أن يقيم الحجة.([9])

د- الإيمان بما جاء به الرسل: فالإيمان بالرسل يقتضي الإيمان بما جاء به الرسل.([10])

هـ- تمتاز هذه الدعوة بعمومها للناس وشمولها لمصالحهم الدنيوية والأخروية، كفلت كل مصالحهم الروحية والجسمية، الفردية والجماعية، نشر الفضيلة ومحاربة الظلم والرذيلة ومسالمة الكفار المسالمين.([11])

فالإسلام لم يترك أمرًا إلا ونهج له نهجًا يأخذ به المسلمون، وتحاول دول العالم الأخذ بمنهج الإسلام وما فيه من تعاليم وإرشادات ومعالجات لكل صغيرة وكبيرة.([12])

فالإسلام هو الدعوة الشاملة لكل نواحي الإصلاح على أدق صورة وأعظم منهاج.([13])

فهل يمكن أن يقوم بهذه الدعوة أمي نشأ بين أميين؟

كلا، والتاريخ على طوله لم يذكر أمي سواه فالحق: أن محمدًا  رسول الله من عند الله.([14])

* * *

 



([1])(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

 

 

 

 

([5])(2)(3)(4)(5) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

 

 

 

 

 

([10])(2)(3)(4)(5) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

 

 

 

 

 

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day