1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. شهادة الكتب السابقة برسالة رسول الله محمد في التوراة والإنجيل

شهادة الكتب السابقة برسالة رسول الله محمد في التوراة والإنجيل

الشاهد الثاني عشر

شهادة الكتب السابقة برسالة رسول الله

محمد  في التوراة والإنجيل

ففي التوراة والإنجيل في العهد القديم والعهد الجديد آيات تشير إلى نبوة محمد  وتشهد برسالته  وقد صرح القرآن الكريم بهذا في سورة الأعراف.

قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: ١٥٧].

قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف: ٦].

ونورد هنا بعض ما جاء في الكتب السابقة تبشيرًا برسالة محمد  في التوراة:

1- في سفر التثنية،صفحة 237،إصحاح 18: 18-20:

- أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به-.

كلمة وسط لم ترد في الترجمة السبعينية ولا أسفار موسى عن السامريين، والوارد فيها من إخوتهم أي الإسماعيليين.

والحق: إن هذه البشارة يُقصد بها رسول الله .

فهي تفيد صراحة أن الله سيرسل رسولًا من إخوة بني إسرائيل؛ أي: أولاد إسماعيل عليه السلام.

لأنه لو كان النبي المبشر به من بني إسرائيل لكان من الممكن أن يقول الله لهم- أقيم نبيًا منكم- ذلك لأن أسباط بني إسرائيل الاثنى كانوا موجودين مع موسى عليه السلام، لذلك فإن المراد من- إخوتهم-: هم أولاد إسماعيل عليه السلام؛ وذلك لأن إسماعيل هو أخو إسحاق والد إسرائيل –يعقوب- عليهم السلام.([1])

ويؤكد ذلك قول الله: مثلك. فالمماثلة بين محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام واضحة حيث إن:

كلاهما عليهما الصلاة والسلام جاء بشريعة تامة.

أما عيسى عليه السلام فقد قال: ما جئت لأنقض بل لأكمل. [متى 17:5].

كذلك فإن كلًّا من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام هاجر من وجه أعدائه، فمحمد r هاجر إلى المدينة، وموسى عليه الصلاة والسلام هاجر إلى مدين وبين المدينة ومدين توافق.([2])

وكلاهما عليهما الصلاة والسلام حارب أعداءه وظفر بنصر الله عز وجل.([3])

ولا يوجد مماثلة بين موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام؛ لأن النصارى تزعم أن عيسى إله أو ابن إله، وذلك من كذبهم وافتراءاتهم.([4])

2- جاء في سفر التثنية، صفحة 257، إصحاح 2:33:

- جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات وعن يمينه نار شريعة لهم.

ساعير في التوراة: اسم لجبل في فلسطين.

وجبل فاران: في الحجاز التي هاجر إليها إسماعيل عليه السلام مع أمه السيدة هاجر، ومما يؤكد أن جبل فاران هو الذي في الحجاز ما جاء في كتبهم:

ففي ترجمة التوراة السامرية التي صدرت سنة 1851 أن إسماعيل سكن برية فاران بالحجاز.

بعد هذا البيان نقول: إن ما نقلناه من سفر التثنية تُشبه نبوة موسى عليه الصلاة والسلام بمجيء الصبح- جاء الرب من سيناء-.

وتُشبه نبوة عيسى عليه الصلاة والسلام بإشراقه - وأشرق لهم من ساعير-.

وتشبه نبوة محمد  باستعلاء الشمس وتلألؤ ضوئها في الآفاق، فهو  خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا نبي ولا رسول بعده : -وتلألأ من جبل فاران-.

ومثل ما نقلناه من سفر التثنية في القرآن الكريم:

     قال الله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)  [التين:١-3].

فالتين والزيتون: إشارة إلى منبتهما، وهي الأرض التي ظهر فيها عيسى عليه السلام.

وطور سينين: إشارة إلى المكان الذي كان فيه موسى عليه السلام.

وهذا البلد الأمين: إشارة إلى المكان الذي بُعث فيه محمد r وهو مكة المكرمة، ومن قبله إسماعيل عليه السلام، فصلِّ اللهم عليهم جميعًا وعلى سائر النبيين وسلم تسليمًا كثيرًا.

ولقد كان اليهود يعلمون نعت ووصف هذا الرسول الخاتم محمد  من كتبهم، ويعلمون أنه سوف يخرج، وكانوا يظنون أنه سوف يخرج منهم- بني إسرائيل- كما خرج الكثير ممن كان قبله r منهم.

فكان اليهود في المدينة يخبرون بقدوم نبي من عند الله يقاتلون معه- فقد كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله- ولم يكن ببالهم أنه سيخرج من العرب.

فعلم أهل المدينة هذا الأمر منهم وفطنوا له، وعندما ظهر خاتم الأنبياء والمرسلين محمد  كان لأهل المدينة السبق والفوز بإيمانهم به وتصديقهم له .

فاشتد حقد اليهود لهم وللرسول الذي أرسل منهم- العرب- وازداد غيظهم فأنكروا نبوته r مع علمهم بصفته عندهم في كتبهم ويقينهم برسالته .

فكان يهود المدينة سببًا من أسباب إيمان أهل المدينة برسول الله  والسبق والفوز بتصديق رسالته .

فكان هذا هو السر في دخول أهل المدينة المنورة في هذا الدين العظيم الذي جاء به محمد من كثرة ما سمعوه عن هذا الرسول الخاتم.

فمن وصف ونعت رسول الله  الذي بكتبهم بنص التوراة في سفر أشعيا:

- يدفع الكتاب إلى من لا يعرف الكتابة، فيقال له: اقرأ هذا. فيقول: لا أعرف الكتابة [أشعيا 12:29].

ورسول الله كما نعلم كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فهو لا يعرف الكتابة، فكانت أمية رسول الله  شاهدًا على نبوته وصدق رسالته ، فهو الأمي الذي علم البشرية كلها؛ متعلمها وجاهلها،  وهو  الذي علم البشرية قاطبة معنى التوحيد والعبادة الخالصة لله عز وجل، وهو  الذي جاء بهذا الشرع القويم والتعاليم السامية.

كان r أميًا، ولكن تخرج من جامعته العلماء والفقهاء والمحدثين.

قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)  [النجم: ٣ ٥].

وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه ممن ذهبوا إلى بلاد العرب؛ انتظارًا لهذا النبي الأمين ، وترك رغد العيش في بلاد فارس والرومان، فصل اللهم وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.

في الإنجيل:

1- إنجيل يوحنا، صفحة 146، إصحاح 4:16 – 11:

قال عيسى عليه السلام: وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟ لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم، ولكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفار قليط.

وذلك في طبعة لندن سنة 1821، 1831، 1844 حيث جاء ذكر الفار قليط بدلًا من المعزى.

2- وفي إنجيل يوحنا أيضًا يخبرهم المسيح عيسى عليه السلام قائلًا:

ابن البشر ذاهب والفار قليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويفسر لكم كل شيء وهو يشهد لي كما شهدت له.

يبشر إنجيل يوحنا برسول يأتي بعد عيسى ابن مريم عليه السلام.

- أنه خير لكم أن نطلق- كما أشرنا ولنتعرف على معنى كلمة الفار قليط.

- لفظ الفار قليط: وهو الذي جاء في طبعة لندن 1821، 1831، 1844 يعني الذي له حمد كثير، وذلك في اللغة اليونانية وهو يوافق معنى: أحمد. كما قال الدكتور: «كارلونلينو» الحاصل على الدكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة.

وقال غيره أن لفظ الفار قليط في القاموس العبري بمعنى الحمد. ويشتق من الحمد: أحمد، محمد، محمود. وكلها أسماء تصدق في رسول الله .

فمحمد وأحمد هما من أسماء رسول الله .

ورسول الله r محمود في الأرض ومحمود في السماء، وقد أتاه الله عز وجل المقام المحمود في الآخرة.

وكذلك لفظ المعزى: فرسول الله r جاء يعزي المؤمنين على عدم إيمان الكافرين، ويعزي المصابين إذا صبروا بما يدخره الله لهم من ثواب عظيم.

3- في إنجيل يوحنا 12-14:

يقول عيسى ابن مريم بعد بشارته بالفارقليط الذي سوف يأتي من بعده، فيصفه قائلًا: إن لي أمورًا كثيرة لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم.

ونلاحظ أن كل هذه المواصفات التي وردت في إنجيل يوحنا تنطبق على رسول الله  فهو :

-        يُبكت الذين لا يؤمنون برسالة عيسى عليه السلام على خطيئتهم.

-        يرشد إلى جميع الحق.

-        لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، فرسول الله لا يتكلم إلا بما يوحى إليه من ربه سبحانه وتعالى.

-        يخبر  بأمور آتية، وقد تحقق هذا الوصف في رسول الله  وقد أشرنا إلى ذلك ومنها أيضًا:

أ- قال رسول الله : ((ألا إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) [أخرجه البخاري ومسلم]، وكان يقصد  ابنه الحسن.

وقد تحقق ما أخبر به رسول الله r سنة 41 هـ بعد وفاة النبي فقد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وحقن دماء المسلمين.

ب- قال رسول الله: ((إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده)) [أخرجه البخاري ومسلم].

وقد حدث هذا وتحقق ما أخبر به رسول الله r.

- ورسول الله r يمجد عيسى ابن مريم عليه السلام، وهذا يؤيده ما ورد في القرآن الكريم:

قال الله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [آل عمران: ٤٥].

وغيرها الكثير من الآيات، وكل هذه المواصفات التي يوصف بها الرسول المبشر به في إنجيل يوحنا تنطبق على رسول الله .

4- وفي إنجيل متى 42:1:

يخبر عيسى ابن مريم عليه السلام عن أمة هذا النبي الأمي فيقول:

ألم تروا أن الحجر الذي أخره البناءون صار أسًا للزاوية من عند الله كان هذا عجيبًا في أعيننا ومن أجل ذلك أقول لكم إن ملكوت الله سيؤخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى تأكل ثمرتها ومن سقط على هذا الحجر ينشدخ.

وهذه هي أمة النبي محمد .

فلقد كانوا قبل بعثة النبي محمد  قبائل متناحرة متفرقة بغير ملك أو رئيس، وكان يسودها الجهل فكان أغلبها من الأميين.

ولكن بعد هذا الرسول الخاتم  ألف الله عز وجل بين قلوبهم وجمع شملهم بقيادة هذا الرسول الأمين محمد  الذي آمنوا به وصدقوا رسالته، فأصبح للمسلمين دولة عظيمة متسعة الرقعة؛ شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا بفضل من الله عز وجل ونصره سبحانه وتعالى لهم.

وغير ما ذكرنا الكثير من النصوص التي تبشر بمحمد  ورسالته فمن مراجع هذا الموضوع:

- كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود  والنصارى، لابن القيم.

- كتاب ماذا تقول التوراة والإنجيل عن محمد ، لديدات.

- ومن كتاب محمد r في التوراة والإنجيل، لإبراهيم الخليل -وكان قسيسًا فأسلم-.

قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: ١٩٧].

إن الملايين والملايين الذين أسلموا من أهل الكتاب وغيرهم يخبرون بالنصوص القاطعة بأن الدين عند الله الخالق هو الإسلام، وأن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد  مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل ولا تخلو منه كتب الأولين.

فصلوات الله وسلامه على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد.

 



(1)(2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

 

 

(1)(2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

 

 

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day