1. المقالات
  2. أعمال القلوب
  3. نوبات بكاء

نوبات بكاء

الكاتب : غادة النادي
تحت قسم : أعمال القلوب
1990 2015/09/08 2024/11/18

الحزن والبكاء حال المصاب -في ديننا- مشروع إذا ما اقترن بالرضا، والتسليم مع السعي والاجتهاد قدر الاستطاعة على دفع المصاب عن أهله.

أعلم أن المصائب تتوالى حتى بات المسلم منا مهزوما، يائسا، يستصغر ما سوف يقدمه، و يقول: "هو أنا يعني مساعدتي، أو تبرعي هيعملوا إيه" ؟!

أجيبك حالا: طفل سوري يقطن أحد أحياء القاهرة، كان على وشك الموت جوعا منذ أيام، لأن والده لا يستطيع توفير وجبة واحدة من "اللبن الصناعي"، هذا الطفل، ربما يكون على بعد كيلومترات منك، ربما يكون مازال هو وأهله يؤمنون أن الفرج قادم، حتى لا يضطروا للهجرة في قوارب الموت، وتضطر أنت أن تدخل في نوبة بكاء، وحداد جديدة عليهم، وعلى غيرهم.

هل أنا بحاجة إلى أن أقول لك أن هذا الطفل السوري الذي أبكى، و سيُبكي الملايين، يوجد مثله حولك في القاهرة، وفي كل المدن العربية؟

نعم ربما بجوار منزلك، أو في نفس الحدود الجغرافية التي تقيم فيها، أنت لست بحاجة للبحث طويلا، أنت لست بحاجة لمن يدلك على مصارف للزكاة، والصدقة، أنت لست بحاجة إلى حدث مؤلم من وقت لآخر ليُذكرك بحق إخوانك عليك -حقهم في مالك، ودعائك، ووقتك، وجهدك- أنت لست بحاجة لأي شىء سوى قلب يطرد عنه اليأس، ويؤمن أنه حينما سيبحث بإخلاص، سيعينه الله، وما سوف يقدمه خالصا لوجه الله -ولو كان صغيرا- يقينا سيساعد به إخوانه، وسيرفع عنهم شيئا من المعاناة!


ملحوظة أخيرة؛ هل تعلم أن توبتك إلى الله، وأن تصبح مؤمنا قويا صالحا هى أعظم ما تستطيع أن تقدمه لكل المستضعفين على وجه الأرض؟!

أمتنا لم تكن ينقصها ثروات، ولا أموال، ولا تبرعات، أمتنا كانت ومازالت ينقصها الإيمان في قلوبنا نحن؛ ولا مانع من نوبات بكاء، لكن البكاء مع القوة، والإيمان، والعطاء، بكاء يُطهر الروح، ويجلي القلب، ويشحذ الهمم، لا بكاءً يملأ النفس يأسا، واستحقارا لأي عمل!

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day