البحث
تفسير الربع الثالث من سورة النمل
• الآية 59: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ أي الثناء على اللهِ تعالى بصفاته الكاملة، والشكر له على نِعَمِهِ الظاهرة والباطنة، ﴿ وَسَلَامٌ ﴾ منه، وأمانٌ ﴿ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ﴾ أي الذين اختارهم لرسالته، ثم اسأل مُشرِكي قومك أيها الرسول: ﴿ آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ يعني: هل اللهُ الذي يَملك النفع والضر خيرٌ أم هذه الآلهة الباطلة التي يَعبدونها من دونه، والتي لا تملك لأنفسها ولا لعابدِيها نفعًا ولا ضرًا؟! • الآية 60: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ أي اسألهم: مَن خلق السموات والأرض؟، (وهذا التفسير باعتبار أنّ (مَن) هنا للاستفهام، ويُحتمَل أن تكون (مَن) بمعنى (الذي)، وعلى هذا يكون المعنى: (هل الأصنام التي لا تخلق ولا ترزق ولا تنفع ولا تضر خيرٌ أم الذي خلق السماوات والأرض) ﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾ ﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ أي ذات منظر حَسَن يَسُرّ الناظرين، ﴿ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ﴾ لولا أنّ الله أنزل عليكم الماء من السماء، وأخرج لكم الأشجار بقدرته،﴿ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يعني: هل هناك معبود مع الله فعل هذه الأفعال حتى يُعبَد معه؟! ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ أي يُساوون اللَهَ بغيره في العبادة والتعظيم والمحبة والخوف، (إذ معنى يَعدلون:أي يُساوون، فهي مأخوذة من العدل والمُساواة)، فالذين كفروا يعبدون مع اللهِ أصناماً ومخلوقاتٍ لم يُساووا اللهَ في شيءٍ من الكمال، بل هم فقراء عاجزونَ ناقصونَ مِن كل وجه. ♦ واعلم أنّ الله تعالى قال: ﴿ فَأَنْبَتْنَا ﴾ بضمير الْمُتكَلِّم الْجَمْعِي، بعد أن قال: ﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ ﴾ بضمير الْواحد الْمُفْرَد - وهو ما يُعرَف في اللغة بأسلوب الالتفات - لِيجعل الأذهان تلتفت إِلَى أهمية ما هو آتٍ، فَتَتَنبَّه إلى أَنّ هذَا الإخراج البديع والصُنع المُتقَن هو مِن فِعل البديع الْخَلاَّق جَلَّ وعَلا، ولَمَّا كان الماءُ واحداً، والنباتُ جَمعاً كثيراً: ناسَبَ ذلك إفراد الفِعل ﴿ أَنْزَلَ ﴾، وجَمْع الفِعل: ﴿ أَنْبَتْنَا ﴾، ومعلومٌ أن الشخص إذا قال: ﴿ فَعَلْنَا ﴾ أَرادَ الإفَادة بتعظيم نَفسِهِ (إذا كانَ مقامُهُ أهلاً لذلك)، كما يقول المَلِك أو الأمير في خطابه: (قرَّرْنا نحن، أو أمَرْنا نحن بكذا وكذا). • الآية 61: ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾ يعني: مَن الذي جعل لكم الأرض مُستقَرًا لكم ﴿ وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا ﴾ لِشُربكم ومَنافعكم،﴿ وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ﴾ أي جبالاً راسيةً لتثبيت الأرض ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ - العذب والملح - ﴿ حَاجِزًا ﴾ حتى لا يُفسد أحدهما الآخر؟ ﴿ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يعني: هل هناك معبود مع الله فعل هذه الأفعال حتى يُعبَد معه؟! ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي لا يعلمون قَدْر عظمة الله، وأنّ عبادته سبحانه هي الحق، وعبادة غيره باطلة، فهم يُشركون بربهم تقليدًا لآبائهم من غير علمٍ أو دليل. • الآية 62: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ يعني: مَن الذي يُجيب المكروب إذا دعاه ﴿ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ الذي نزل به، ﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ أي جَعَلكم تَخلُفون مَن قبلكم؟ ﴿ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يعني: هل هناك معبود مع الله فعل هذه الأفعال وأنعم عليكم بهذه النعم حتى تعبدوه معه؟! ﴿ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ أي قليلاً ما تتعظون، فلذلك أشركتم بالله غيره في عبادته. • الآية 63: ﴿ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ ﴾ يعني: مَن الذي يُرشدكم إذا ضللتم ﴿ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾؟﴿ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ يعني: ومَن الذي يُرسل الرياح الطيبة التي تبشر الخلق بقرب نزولرحمة الله (وهي المطر)، إذ تثيره الرياح بإذن الله تعالى ليَرحم به عباده، فيَسقيهم ويُحيي به أرضهم الميتة؟ ﴿ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يعني: هل هناك معبود مع الله فعل هذه الأفعال وأنعم عليكم بهذه النعم حتى تعبدوه معه؟! ﴿ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾. • الآية 64: ﴿ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ يعني: مَن الذي يُنشئ المخلوقات من العدم، ثم يُميتهم، ثم يُعيدهم كهيئتهم قبل أن يُميتهم؟ (فإذا كنتم تعترفون بأنّ الله هو الذي خلقكم من العدم، إذاً فاعلموا أنّ الذي ابتدأ خَلْقكم بهذه الصورة قادرٌ على إعادتكم بعد الموت، بل إنَّ إعادة الخَلق أهْوَنُ عليه سبحانه (لأنّ إعادة الشيء كما كان، أسهل من إيجاده أول مرة)، ﴿ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ بإنزال المطر، ﴿ وَالْأَرْضِ ﴾ بإنبات الزرع وإخراج المعادن؟﴿ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يعني: هل هناك معبود مع الله فعل هذه الأفعال وأنعم عليكم بهذه النعم حتى تعبدوه معه؟! ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ﴾ على استحقاق غيره للعبادة ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾. • الآية 65، والآية 66: ﴿ قُلْ ﴾ لهم أيها الرسول: ﴿ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ أي: لا أحد - مِمّن في السماوات الأرض - يَعلم ما انفرد الله بعلمه من الغيب (ومن ذلك موعد قيام الساعة) ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾: أي لا يعلم أحدٌ من الخلق متى سيَبعثهم الله مِن قبورهم أحياءً للحساب والجزاء؟ ﴿ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ ﴾ أي تكامَلَ عِلمهم في الآخرة، فأيقنوا بها عندما رأوا أهوالها (وذلك حين لا ينفعهم الإيمان والندم)، ﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا ﴾ وهُم في الدنيا، ﴿ بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴾ يعني: بل عَمِيَتْ عنها بصائرهم، رغم قيام الحُجّة عليهم. • الآية 67، والآية 68: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾: ﴿ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴾ أي سنخرج مِن قبورنا أحياءً كهيئتنا هذه، بعد أن تَحَلَّلتْ عظامنا في تراب الأرض؟! ﴿ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ ﴾يعني: لقد قيل هذا الكلام لآبائنا مِن قبل، فلم نَرَهُ حقيقةً، ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ أي: ما هذا الذي تتحدثون عنه من البعث والحياة الثانية إلا قصص السابقينَ التي لا حقيقةَ لها. • الآية 69: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المُنكِرين للبعث: ﴿ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ بأجسادكم وقلوبكم، وتأمَّلوا في الهالكينَ كعادٍ وثمودَ وفي ديارهم﴿ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ أي: كيف كان مصير المُكَذّبين للرسل؟ (فإنكم لن تجدوهم إلا مُعَذَّبين، قد فرَغَتْ ديارهم، وذهب عِزُّهم ومُلْكُهم، وزالَ نعيمهم وفخرهم، أليس في هذا أعظم دليل علىصِدْق ما جاءت به الرُسُل؟). • الآية 70: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ أي لا تحزن يا محمد على إعراض المشركين عنك وتكذيبهم لك، ﴿ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ أي: لا يَضِقْ صدرك مِن كَيدهم لك، ولا تهتم به، فإنّ اللهَ ناصرك عليهم. • الآية 71، والآية 72: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ أي: متى يحصل هذا العذاب الذي تَعِدُنا به يا محمد، إن كنت صادقاً أنت ومَن اتَّبعك؟، ﴿ قُلْ ﴾ لهم أيها الرسول: ﴿ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ﴾ أي اقترب لكم ﴿ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ من العذاب، (وأوَّل عذاب نزل بهم: هزيمتهم يوم بدر وقَتْل زعمائهم، ثم القحط سبع سنين، ومَن مات منهم على الشِرك: فسوف يُعَذَّب في نار جهنم خالداً فيها أبداً). • الآية 73، والآية 74: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ﴾ بترك مُعاجلتهم بالعقوبة رغم مَعصيتهم وشِركهم، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ أي لا يَشكرونَ اللهَ على ذلك الإمهال بأن يتوبوا ويَنتهوا عَمّا هم فيه، بل يَزيدهم هذا الإمهال طغياناً ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ أي يعلم ما تخفيه صدور خلقه من النيات والخواطر، ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ أي: ويعلم سبحانه ما يُظهرونه من الأقوال والأفعال، وسيُجازيهم على ذلك كله. • الآية 75: ﴿ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ ﴾ أي: ما مِن حادثةٍ غائبة (والمقصود: ما مِن شيءٍ غائب عن حَواسّ الخلق) ﴿ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ ﴿ إِلَّا ﴾ مُثبَتٌ ﴿ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ أي في كتابٍ واضح عند الله تعالى، أحاطَ به علمه وكَتَبَه قلمه (وهو اللوح المحفوظ). • الآية 76، والآية 77: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ أي يُخبرهم بالحق في أكثر الأشياء التي اختلفوا فيها، ﴿ وَإِنَّهُ لَهُدًى ﴾ يعني: إنّ هذا القرآن هادٍ من الضلال (إذ هو أعظم دليل على صِدق البعث والتوحيد والنُبُوّة) ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي نجاةٌ لهم من العذاب (فهو رحمةٌ لمن صدَّق به وعمل بهُداه). • الآية 78، والآية 79: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ﴾ أي يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل وغيرهم ﴿ بِحُكْمِهِ ﴾ يوم القيامة (فينتقم من الكاذبين المُعاندين، ويُثِيب الصادقين المحسنين) ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي لا يُرَدُّ قضاؤه، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بمن على الحق ومن على الباطل (فلذلك لن يكونَ حُكمه إلا عادلاً)، وبُناءً على عِزّته سبحانه وعِلمه: ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ أي اعتمد عليه في كل أمورك، وثِق بنصره وحِفظه، فـ ﴿ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ أي على الحق الواضح الذي لا شك فيه، والعاقبة الحَسَنة لك ولأتْباعك. • الآية 80، والآية 81: ﴿ إِنَّكَ ﴾ أيها الرسول ﴿ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾ أي لا تقدر على إسماع مَن طَبَعَ الله على قلوبهم فأماتها (بسبب تراكُم الشرك والمعاصي عليها)، ﴿ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ ﴾ يعني إنك لا تَقْدر على إسماع الصُمّ (الذين فقدوا حاسة السمع)، فكذلك أنت لا تقدر على هداية هؤلاء المشركين - إلا أن يشاء الله هدايتهم - لأنهم كالصمٌّ، حيثُ لا يسمعونك سماع تدبُّر وانتفاع، وخصوصًا ﴿ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾ يعني إذا كانوا مُعرِضينَ عنك، ﴿ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ﴾ يعني لن تهدي مَن أعماه الله عن الهدى والرشاد، بسبب الكِبر والعناد، ﴿ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا ﴾ أي لا يُمْكنك أن تُسمِع إلا مَن يُصَدِّق بآياتنا ﴿ فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ أي مُستجيبونَ لِمَا دَعَوتَهم إليه، مُنقادونَ للحق، غير مُتَّبعينَ لأهوائهم وشهواتهم. [*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة. • واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.