البحث
الإعداد للبعثة
اعلم حبيبي في الله أن من سنن الله عز و جل الكونية و الشرعية ألا يترك الناس بغير قائد يقودهم و لا سائس يسوسهم ، فعلى مدار الحياة البشرية على ظهر الأرض لم تخل أمة من نبي لإقامة الحجة ، و تعبيد الناس لرب الناس ، و إصلاح الأرض ، و البشارة و النذارة ،
قال الله عز و جل :
" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ "
(النحل : 36) ،
و قال عز و جل :
"وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
( الإسراء : 15) .
و قال عز و جل :
"وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ "
( الكهف : 56) .
و هكذا كان تعاقب الأنبياء على مدار التاريخ يدعون إلى الله و يذكرون بالله ، و يوقظون الفطرة السليمة في البشر ، و يصلحون ما أفسد الناس منها ،
قال تعالى :
" وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ "
(فاطر:24)
و قال عز و جل :
" ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا"
(المؤمنون : 44)
،
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، و إنه لا نبي بعدي "
(1)
، و قد دامت النبوة في بنى اسرائيل قرونا طويلة حتى كان آخرهم عيسى عليه السلام ، و مرت بعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء خمسة قرون من الظلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرا الى هذه الفترة :
" إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم و عجمهم"
(2) ،
نعم لقد مقت الله سكان هذا الكوكب الأرضي أشد المقت في هذا الوقت ، فالظلام الذي ران على الأفئدة و العقول في غيبة أنوار التوحيد طوى في سواده كل خير ، فكان المقت ، لقد عمت الدنيا حينها قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم حيرة و بؤس فكانت الأرض مذأبة يسود فيها الشر كله .
أتيت و الناس فوضى لا تمر بهم إلا على صنم قد هام في صنم
فعاهل الروم يطغى في رعيته و عاهل الفرس من كبر أصم عمى
المراجع
- متفق عليه ، أخرجه البخاري : (3268) ، ك : أحاديث الأنبياء ، باب : ما ذكر عن نبي إسرائيل ، مسلم (1842) ، ك : الإمارة ، باب : وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول .
- أخرجه مسلم : ( 2865) ، ك : الجنة و صفة نعيمها و أهلها ، باب : الصفات التى يعرف بها في الدنيا أهل الجنة و أهل النار .