1. المقالات
  2. مدرسة السيرة النبوية _ محمد حسين يعقوب
  3. الإعداد للبعثة

الإعداد للبعثة

الكاتب : الشيخ / محمد حسين يعقوب

اعلم حبيبي في الله أن من سنن الله عز و جل الكونية و الشرعية ألا يترك الناس بغير قائد يقودهم و لا سائس يسوسهم ، فعلى مدار الحياة البشرية على ظهر الأرض لم تخل أمة من نبي لإقامة الحجة ، و تعبيد الناس لرب الناس ، و إصلاح الأرض ، و البشارة و النذارة ،

قال الله عز و جل :

" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ   "

(النحل : 36)  ،

 و قال عز و جل :

"وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "

( الإسراء : 15) .

و قال عز و جل :

"وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ "

( الكهف : 56) .


 

 

 

 

 



و هكذا كان تعاقب الأنبياء على مدار التاريخ يدعون إلى الله و يذكرون بالله ، و يوقظون الفطرة السليمة في البشر ، و يصلحون ما أفسد الناس منها ،

قال تعالى :

"  وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ "

(فاطر:24)

و قال عز و جل :

" ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا"

(المؤمنون : 44)

،

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

" كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، و إنه لا نبي بعدي "

(1)

، و قد دامت النبوة في بنى اسرائيل قرونا طويلة حتى كان آخرهم عيسى عليه السلام ، و مرت بعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء خمسة قرون من الظلام .

 

 

 

 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرا الى هذه الفترة :

" إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم و عجمهم"

(2) ،


 نعم لقد مقت الله سكان هذا الكوكب الأرضي أشد المقت في هذا الوقت ، فالظلام الذي ران على الأفئدة و العقول في غيبة أنوار التوحيد طوى في سواده كل خير ، فكان المقت ، لقد عمت الدنيا حينها قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم حيرة و بؤس فكانت الأرض مذأبة يسود فيها الشر كله .

 


أتيت و الناس فوضى لا تمر بهم                إلا على صنم قد هام في صنم
فعاهل الروم يطغى في رعيته                  و عاهل الفرس من كبر أصم عمى
 



المراجع

  1.  متفق عليه ، أخرجه البخاري : (3268) ، ك : أحاديث الأنبياء ، باب : ما ذكر عن نبي إسرائيل ، مسلم (1842) ، ك : الإمارة ، باب : وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول .
  2.  أخرجه مسلم : ( 2865) ، ك : الجنة و صفة نعيمها و أهلها ، باب : الصفات التى يعرف بها في الدنيا أهل الجنة و أهل النار .








 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day