1. المقالات
  2. مواعظ الإمام إبراهيم بن الأدهم
  3. نعمة الإسلام

نعمة الإسلام

الكاتب : أحمد صالح الشامي
446 2021/01/13 2024/04/20

قال إبراهيم بن أدهم:

منَّ الله عليكم بالإسلام، فأخرجكم من الشقاء إلى السعادة، ومن الشدة إلى الرخاء، ومن الظلمات إلى الضياء.

فشبتم (2) نعمه عليكم بالكفران.

ومررتم (3) بالخطأ حلاوة الإيمان.

ووهنتم (4) بالذنوب عرى الإيمان.

وهدمتم الطاعة بالعصيان.

وإنما تمرون بمراصد الآفات، وتمضون على جسور الهلكات، وتبنون على قناطر الزلات وتحصنون بمحاصن الشبهات.

فبالله تغترون؟ وعليه تحترئون؟ ولأنفسكم تخدعون، ولله لا تراقبون، فإنا لله وإنا إليه راجعون (1).

الغيبة

كان إبراهيم بن أدهم من أشد الناس زجراً للمغتابين.

وقد دعاه رجل مرة إلى طعامه، فلما ذهب إليه وجده يذكر رجلاً بسوء، فقال له إبراهيم:

عهدُنا بالناس يأكلون الخبز قبل اللحم، وأنتم تأكلون اللحم قبل الخبز. ثم خرج ولم يأكل له     طعاماً (2).

المعرفة بالناس

قال إبراهيم:

أقلوا معرفتكم من الناس، ولا تعرفوا إلى من لم تعرفوه، وأنكروا من تعرفوه وقال:

فروا من الناس، كفراركم من السبع الضاري، ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة (1). 

بادروا

قال إبراهيم بن أدهم:

إخوتي، عليكم بالمبادرة والجد والاجتهاد، وسارعوا وسابقوا، فإن نعلاً فقدت أختها، سريعة اللحاق بها (2). 

هكذا فكن

قال إبراهيم بن بشار:

مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها: طرابلس، ومعي رغيفين، مالنا غيرهما، وإذا سائل يسأل، فقال لي:

ارفع إليه ما معك.

فلبثت، فقال: مالك؟ أعطهز

قال: فأعطيته، وأنا متعجب من فعله.

فقال: يا أبا إسحاق، إنك تلقى غداً ما لم تلقه قط، واعلم أنك تلقى ما أسلفت، ولا تلقى ما خلفت، فمهد لنفسك، فإنك لا تدري متى يفجؤك أمر ربك.

قال: فأبكاني كلامه، وهوَّن عليَّ الدنيا.

قال: فلما نظر إلىَّ أبكي قال:

هكذا فكن (1). 

ما شأنك لا تتزوج؟

قال بقية بن الوليد، لقيت إبراهيم بن أدهم بالساحل.

فقلت له: ما شأنك لا تتزوج؟

قال: ما تقول في رجل غرَّ امرأته وخدعها؟

قلت: ما ينبغي هذا.

قال: فأتزوج امرأة تطلب ما يطلب النساء؟ لا حاجة لي في النساء.

قال: فجعلت أثني عليه، ففطن.

فقال: لك عيال؟

فقلت: نعم.

قال: روعة من روعات عيالك، أفضل مما أنا فيه (1).

معرفة ما يدخل الجوف

قال إبراهيم:

ما أدرك من أدرك (2)، إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه.

وقيل له: لم لا تشرب من ماء زمزم؟

فقال: لو كان لي دلو (3) شربت منه (4).

المراجع

  1.   فشبتم: من شاب: أي خلط. 
  2. مررتم، أي جعلتموه مُرَّ الطعم بعد أن كان حلواً.  
  3.  وهنتم: الوهن: الضعف، أي جلعتموه ضعيفاً.
  4. حلية الأولياء 8/ 20. 
  5. تنبيه المغترين ص 130.
  6. الزهد الكبير للبيهقي ص 106، رقم الأثر 173. 
  7. الزهد الكبير للبيهقي ص 224 رقم الآثر 581. 
  8. وأشار بالنعل التي فقدت أختها. إلى الإنسان الذي مات أبوه أو أخوه. . فهو سريع اللحاق به.
  9. الزهد الكبير للبيهقي ص 224 رقم الأثر 583. 
  10. حلية الأولياء 8/ 21. 
  11. أي بلغ ما بلغ من الفهم لدين الله وتطبيق أحكامه، حتى أصبح قدوة للناس بعمله قبل كلامه. 
  12. أي إنه لا يملك الوسيلة التي يستخرج بها الماء، وهو لا يطمئن إلى كون الأدوات التي يستعملها الناس، أنها من حلال، فامتنع عن الشرب لذلك. 
  13. إحياء علوم الدين 2/ 91.



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day