1. المقالات
  2. مَوَاعِظُ الشيخ عَبْدالقَادِر الجيلاني
  3. المؤمن لا يعبث

المؤمن لا يعبث

الكاتب : صالح أحمد الشامي

المؤمن لا يعبث

قال أبو محمد:

المؤمن له نية صالحة في جميع تصاريفه.

لا يعمل في الدنيا للدنيا.

يبني في الدنيا للآخرة.

يعمر المساجد والقناطر والمدارس والربط.

يهذب طرق المسلمين.

إن بنى غير هذا، فللعيال والأرامل والفقراء، وما لا بد منه.

يفعل ذلك حتى يُينى له في الآخرة بدله.

لا يبني لطبعه وهواه ونفسه. [77]

رزقك يطلبك

قال أبو محمد:

لا تهتم برزقك.

فأنَّ طَلَبَهُ لك أشد من طلبك له.

إذا حصل لك رزق اليوم فدع عنك الاهتمام برزق غد.

كما تركت أمس [وقد] مضى. فغدٌ لا تدري هل يصل (1) إليك أم لا. 

لو عرفت الحق عز وجل لاشتغلت به عن طلب الرزق، ولكانت هيبته تمنعك عن الطلب منه.

لأن من عرف الله عز وجل كَلَّ لسانه. [78]

يريدون وجهه

قال أبو محمد:

عليك بالإخلاص في الأعمال.

وارفع بصرك عن عملك وطلب العوض عليه من الخلق والخالق.

اعمل لوجه الله عز وجل لا لنعمه.

كن من الذين يريدون وجهه.

اطلب وجهه حتى يعطيك.

فإذا أعطاك ذلك، حصل لك الجنة في الدنيا والآخرة.

في الدنيا القرب منه.

وفي الآخرة النظر إليه، والجزاء الموعود [82] 

شرط المحبة

قال أبو محمد:

شرط المحبة أن لا تكون لك إرادة مع محبوبك.

وأن لا تشتغل عنه بدنيا ولا آخرة ولا خلق.

محبة الله عز وجل ليست هيئة حتى يدعيها كل أحد.

كم ممن يدعيها وهي بعيدة عنه؟!

وكم ممن لا يدعيها وهي عنده.  [90] 

تعرضوا لرحمة الله

قال أبو محمد:

تنبهوا من غفلاتكم.

ما أنتم إلا في غفلة عظيمة.

كأنكم قد حوسبتم وعبرتم الصراط، ورأيتم منازلكم في الجنة.

ما هذا الاغترار العظيم؟!

كل واحد منكم قد عصى الله عز وجل معاصي كثيرة، وهو لا يفكر فيها، ولا يتوب منها، ويظن أنها نسيت. 

هي مكتوبة في صحائفكم بتواريخ أوقاتها، يحاسب ويعاقب على القليل والكثير منها.

استيقظوا يا غفل، انتبهوا يا نيام، تعرضوا لرحمة الله عز وجل  [90] 

ترضون أزواجكم

قال أبو محمد:

تواصلون الضياء بالظلام في الكد على النفوس التي هي عدوتكم.

كثير من الخلق يقدمون رضى أزواجهم وأولادهم على رضى الحق عز وجل.

إني أرى حركاتك وسكناتك وكل همك لنفسك وزوجتك وولدك.

ما عندك من الحق عز وجل خبر.

ويجك! أنت لا تعد من الرجال.

الرجل الكامل في رجولته لا يعمل لأحد سوى الحق عز وجل.[89] 

صفات الله تعالى

قال أبو محمد:

أما تستحون! يصف الحق عز وجل نفسه بصفات يرضاها له (1).

وتتأولونها وتردونها عليه؟

ما يسعكم ما وسع من تقدمكم من الصحابة والتابعين؟

ربنا عز وجل على العرش، كما قال، من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تجسيم.[99]

                                                                              

المراجع

  1. أي هل يصل "غد" إليك.
  2.  أي لنفسه.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day