1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان يحزن لوفاة أحد من أبنائه أو بناته:

وكان يحزن لوفاة أحد من أبنائه أو بناته:

الكاتب : محمد صالح المنجد
513 2023/01/17 2023/01/17
المقال مترجم الى : English

ليعلم من ابتلي بفقد أولاده أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فقد جميع ذريته من الذكور والإناث، ولم يبق بعد وفاته إلا فاطمة رضي الله عنها.

وكان هديه صلى الله عليه وسلم في وفاة أحد من أولاده رضي الله عنهم، أنه كان يحزن لوفاته، وتذرف عيناه الدمع على فراقه، ولا يقول إلا ما يحب الله ويرضي.

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه في نبأ وفاة أم كلثوم رضي الله عنها: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان.

وهذه ليست دموع جزع، وسخط من قضاء الله، وقدره؛ إنما هي دموع رحمة وشفقة تذرف من عيون الرحماء.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئراً لإبراهيم عليه السلام.

فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه.

فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان.

فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟!

قال: "يا ابن عوف، إنها رحمة".

ثم أتبعها بأخرى.

فقال صلى الله عليه وسلم: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: وكان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق، ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن. [وفي رواية وقد امتلأ البيت دخاناً، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم].

وكان ظئره قيناً، فيأخذه فيقبله ثم يرجع.

فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي [أي: في سن الرضاع]، وإن له لظئرين تكملان رضاعة في الجنة".

أي: أنه مات وهو في سن رضاع الثدي، أو في حال تغذيه بلبن الثدي، فهما تتمانه سنتين، فإنه توفي وله ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر، فترضعانه بقية السنتين، فإنه تمام الرضاعة بنص القرآن.

وفيه: بيان كريم خلقه صلى الله عليه وسلم ورحمته للعيال والضعفاء.

وفيه: فضيلة رحمة العيال والأطفال وتقبيلهم.

ومن هديه صلى الله عليه وسلم في وفاة بناته رضي الله عنهن أنه كان يشرف على تغسيلهن وتكفينهن، ويصلي عليهن، ويدفنهن، ويقف على قبورهن ويدعو الله لهن.

عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته [أم كلثوم].

فقال: "اغسلنها ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك بماء، وسدر، واجعلن في الآخرة كافوراً، أو شيئاً من كافور، فإذا فرغتن فآذنني"

فلما فرغنا آذناه؛ فأعطانا حقوه – تعني إزاره؛ فقال: "أشعرنها إياه".

أي: اجعلنه شعارها أي: الثوب الذي يلي جسدها.

قيل الحكمة في تأخير الإزار معه إلى أن يفرغن من الغسل، ولم يناولهن إياه أولاً؛ ليكون قريب العهد من جسده الكريم حتى لا يكون بين انتقاله من جسده إلى جسدها فاصل.

فهذه جملة من أحواله مع أولاده صلى الله عليه وسلم؛ وما كان عليخ من حسن الرعاية والصيانة لهم صلى الله عليه وسلم.

أولادنا أكبادنا تمشي                         في الأرض، تحت السمع والبصر

بالحب والإحسان ننشئهم                    حتى يكونوا قادة البشر

أعمارنا بذلت لهم كرماً                      يبقى العطاء لآخر العمر

نفسي لخير المرسلين فدى                  انظر له بشراً من البشر

نعم الأب الحاني لمن ولدا                  لين النسيم يهب في السحر

لبناته يختار محترماً                         رغباتهن مراعي الصغر

المهر والتجهير يسره                       وحلاوة التزويج في اليسر

موص لها بالزوج تكرمه                   من غير تنغيص ولا كدر

ليست تكلف ما يثقله                         والصبر خير عطا لمصطبر

يغضي إذا ما كان بينهما                             شيء، فتلك طبيعة البشر

كفاه نحو بناته جرتا                         بالجود مثل تدفق النهر

وإذا دها حدث يصبرها                     وعظاً لها بتحتم القدر

ما زال يرعاها برحمته                     وحنانه لنهاية العمر

فبكي لأجل فراقها أسفاً                      بالله إنك أرحم البشر

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day