1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان ﷺ يأمربعض من أسلم بكتمان إسلامه إذا خشي عليه الأذى

وكان ﷺ يأمربعض من أسلم بكتمان إسلامه إذا خشي عليه الأذى

الكاتب : محمد صالح المنجد
242 2024/03/02 2024/12/21
المقال مترجم الى : English


عن أبي ذر رضي الله عنه قال

كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلمه، وأتني بخبره فانطلق فلقيه، ثم رجع فقلت: ما عندك فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير، وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا، ثم اقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسال عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد فمر بي علي فقال: كأن الرجل غريب قلت: نعم قال: فانطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد؟ قلت: لا قال: انطلق معي فانطلقت معه لا يسألني عن شيء، ولا أخبره حتى إذا كان يوم الثالث، فعاد علي على مثل ذلك، فأقام معه ثم قال: ألا تحدثني ما أمرك، وما أقدمك هذه البلدة قلت له: إن كتمت علي أخبرتك قال: فإني أفعل قلت له: بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يرغم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه، فرجع، ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه فقال له: أما إنك قد رشدت، فإنه حق، وهو رسول الله ﷺ، فإذا أصبحت فاتبعني حتىى تدخل مدخلي، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وامض أنت. فمضى ومضيت معه، حتى دخل ودخلت معه على النبي ﷺ فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي:( يا أبا ذر اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل) فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا، فضربت لأموت فأدركني العباس، فأكب علي، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار متجركم وأمركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس.

رواه البخاري ]3522 ،]ومسلم ]2473].


المراجع

  1. أي: أن يعرف منزلي الذي هو بمنزلة. وهذا تلطف في عرض الاستضافة 
  2. كأنه كان يعرف علامات النبي، فلما نحققها لم يتردد في الإسلام 
  3.  و المراد أنه يرفع صوته جهارا بين المشركين، وكأنه فهم أن أمر النبي ﷺ له بالكتمان ليس على الإيجاب، بل على سبيل الشفقة عليه، فأعلمه أن به قوة على ذلك، ولهذا أقره النبي ﷺ على ذلك.
  4. وكانوا يسمون من أسلم صابيا؛ لأنه من صبا يصبو إذا انتقل من شئ إلى شيء
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم