البحث
وكان شديد التسامح مع خادمه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ليس له خادماً، فأخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أنساً علام كيس؛ فليخدمك. قال أنس: فخدته في السفر والحضر [فما قال لي أف قط]، وما قال لي لشيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه: لمَ لم تصنع هذا هكذا؟
وفي رواية: (ولا لشيء تركته: لم تركته؟)
عشر سنوات، ليست أياماً، ولا شهوراً، إنه عمر طويل، فيه تقلبات النفس، واضطرابها، ومع هذا لم ينهره ولم يزجره.
من فوائد الحديث:
فيه: بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم، وحسن عشرته وحلمه وصفحه.
وفيه: ترك العتاب على ما فات؛ لأن هناك مندوحة عنه باستئناف الأمر به إذا احتيج إليه.
وفيه: استئلاف خاطر الخادم بترك معاتبته، وكل ذلك في الأمور التي تتعلق بحظ الإنسان، وأما الأمور اللازمة شرعاً، فلا يتسامح فيها؛ لأنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.