1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان رسولﷺ يقابل إساءتهم وغلظتهم بالعفو والإحسان

وكان رسولﷺ يقابل إساءتهم وغلظتهم بالعفو والإحسان

الكاتب : محمد صالح المنجد
146 2024/05/06 2024/11/03
المقال مترجم الى : English


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كنت أمشي مع رسول الله ﷺ وعليه رداء نجراني[1] غليظ الحاشية[2] فأدركه أعرابي ، فجبذه بردائه جبذة شديدة،حتى انشق البرد، وحتى بقيت حاشيه في عنق رسول الله ﷺ، ونظرت إلى صفحة عنق رسول الله ﷺ، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله ﷺ، فضحك، ثم أمر له بعطاء

[3]

من فوائد الحديث

فيه: بيان كمال خلق رسول الله ﷺوحلمه، وصفحه الجميل، وصبره على الأذى في النفس و المال.والتجاوز عن جفاء من يريد تألفه على الإسلام، ولا يتأسى به الولاة بعده في خلقه الجميل من الصفح، و الإغضاء والدفع بالتي هي أحسن.

وفيه: احتمال الجاهلين،والإعراض عن مقابلتهم.

وفيه: دفع السيئة بالحسنة،وإعطاء من يتألف قلبه.

وفيه: العفو عن مرتكب كبيرة لا حد فيها بجهله.

وفيه: إباحة الضحك عند الأمور التي يتعجب منها في العادة.[4].

 ومن حمله ﷺ مع الأعراب،

ما رواه أبو موسى رضي الله عنه قال

كنت عند النبي ﷺ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة[5] ومعه بلال.فأتى  النبي ﷺ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني[6] فقال له:( أبشر) فقال: قد أكثرت علي من أبشر! فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال:(اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما، ونحور كما وأبشروا) فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر: أن أفضل أمكما، فأفضل لها منه طائفة.


قال القرطبي:( وقول الأعرابي: أكثرت علي من أبشر، قول جلف جاهل بحال النبي ﷺ وبقدر  البشرى التي بشره بها لو قبلها/ لكنها عرضت عليه، فحرمها، وقضيت لغيره، فقبلها.

والبشرى: خبر بما يسر، سميت بذلك لأنها تظهر السرور في بشرة المبشر، وأصله في الخير، وقد يقال في الشر توسعا. وقول النبيﷺ:(أبشر) لم يذكر له عين ما بشره به؛ لأنه قصد تبشيره بالخير على العموم الذي يصلح لخير الدنيا والآخرة. ولما جهل ذلك رده لحرمانه، ولما عرض ذلك على من عرف قدره؛ بادر إليه وقبله، فنال من البشارة الخير الأكبر، والحظ الوفر. وكونه ﷺ غسل 

المراجع

  1. نسبة إلى نجران بلد معروف بين الحجاز واليمن؟ وهي طرف الثوب مما يلي طرته
  2.  رواه البخاري [3149]ومسلم[1057] واللفظ له
  3. فتح الباري[506/10] شرح النووي على صحيح مسلم [147/7]
  4.  الذي جزم به أكثر الشراح أنها بين الطائف ومكة أقرب؟يتحمل أن الوعد كان خاصا به، ويتحمل أن يكون عاما، وكان طلبه أن يعجل له نصيبه من الغنيمة فإنه ﷺ كان أمر أن تجمع غنائم حنين بالجعرانة، وتوجه هو بالعساكر إلى الطائف، فلما رجع منها قسم الغنائم  حينئذ بالجعرانة، فلهذا وقع في كثير ممن كان حديث عهد بالإسلام استبطاء الغنيمة استنجاز قسمتها، فتح الباري[46/8]
  5.  رواه البخار ي[4328]ومسلم[503]
  6.  أي: وسط النهار وشدة الحر
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day