1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ولكن من تطوع منهم، ورغب في الخروج للجهاد، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمنعه منه

ولكن من تطوع منهم، ورغب في الخروج للجهاد، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمنعه منه

الكاتب : محمد صالح المنجد
230 2023/08/12 2024/04/27
المقال مترجم الى : English

عن أشياخ من بني سلمة أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد.

فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك.

فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك".

وقال لبنيه: "ما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة".

فخرج معه، فقتل يوم أحد.

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال:

أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة (وكانت رجله عرجاء). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة"

كما رفع الله تعالى الحرج عن المجتمع في مخالطتهم، وحث عليها؛ تطييباً لنفوسهم:

فإن الناس إن تجنبوهم في الطعام والشراب، والمخالطة فإنهم يصيبونهم بحالة نفسية سيئة جداً؛ لذلك حث الله تعالى على مخالطتهم.

قال تعالى:

{ لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِنۢ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ...}

[النور: 61]

قال ابن جرير: "اختلف أهل التأويل في هذه الآية في المعنىى الذي أنزلت فيه: فقال: بعضهم: أنزلت هذه الآية ترخيصاً للمسلمين في الأكل مع العميان، والعرجان، والمرضى وأهل الزمانة من طعامهم؛ من أجل أنهم كانوا قد امتنعوا من أن يأكلوا معهم من طعامهم؛ خشية أن يكونوا قد أتوا بأكلهم معهم من طعامهم شيئاً مما نهاهم الله عنه بقوله:

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوٓا أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍۢ مِّنكُمْ ۚ }

[النساء: 29]

وقال الضحاك: "كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى، ولا مريض، فقال بعضهم: إنما كان بهم التقذر، والتقزز.

وقال بعضهم: المريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح، والأعرج المنحبس لا يستطيع المزاحمة على الطعام، والأعمى لا يبصر طيب الطعام،

فأنزل الله:

{لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ}

أي: حرج في مؤاكله المريض، والأعمى والأعرج.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day