1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. زيارته صلى الله عليه وسلم لهم وإجابته طلباتهم

زيارته صلى الله عليه وسلم لهم وإجابته طلباتهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
366 2023/08/06 2024/12/11
المقال مترجم الى : English

عن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدراً من الأنصار، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أنا رجل ضرير البصر، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم، فأصلي بهم، وودت يا رسول الله أنك تأتيني، فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سأفعل إن شاء الله". قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر [زاد مسلم في رواية: "ومن شاء الله من أصحابه] حين ارتفع النهار. فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أين تحب أن أصلي في بيتك؟". قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم. فحبسناه على خزيرة صنعناها له. قال: فآب في البيت رجال من أهل الدرار ذوو عدد، فاجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن؟ فقال: بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟" قال: الله ورسوله أعلم. قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله

(حبسناه) أي: منعناه من الرجوع.

(خزيرة) نوع من الأطعمة، قال ابن قتيبة: تصنع من لحم يقطع صغار ثم يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، وإن لم يكن فيه لحم فهو عصيدة.

من فوائد الحديث:

فيه: جواز إمامة الأعمى.

وفيه: إخبار المرء عن نفسه بما فيه من عاهة ولا يكون من الشكوى

وفيه: أنه كان في المدينة مساجد للجماعة سوى مسجده صلى الله عليه وسلم.

وفيه: التخلف عن الجماعة في المطر والظلمة ونحو ذلك.

وفيه: إجابة الفاضل دعوة المفضول.

وفيه: قول إن شاء الله عن الوعد.

وفيه: الوفاء بالوعد

وفيه: اتخاذ مكان في البيت للصلاة لا يستلزم وقفيته، ولو أطلق عليه اسم المسجد.

وفيه: صلاة النوافل جماعة [أحياناً]

وفيه: استصحاب الزائر بعض أصحابه إذا علم أن المستدعي لا يكره ذلك.

وفيه: أن عموم النهي عن إمامة الزائر من زاره مخصوص بما إذا كان الزائر هو الإمام الأعظم فلا يكره، وكذا من أذن له صاحب المنزل.

وفيه: اجتماع أهل المحلة على الإمام أو العالم إذا ورد منزل بعضهم، ليستفيدوا منه.

وفيه: افتقاد من غاب عن الجماعة بلا عذر.

وفيه: أنه لا يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد.

وفيه: أنه لا يخلد في النار من مات على التوحيد.

وفيه: أن العمل الذي يبتغي به وجه الله تعالى ينجي صاحبه إذا قبله الله تعالى.

وفيه: أن من نسب من يظهر الإسلام إلى النفاق ونحوه بقرينة تقوم عنده لا يكفر بذلك، ولا يفسق بل يعذر بالتأويل.

فائدة:

هل يعتبر اتخاذ مكان معين في البيت للصلاة مخالفاً لحديث عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث: عن نقرة الغراب، وعن فرشة السبع، وأن يوطن الرجل المكان الذي يصلي فيه كما يوطن البعير.

الجواب: ليس هناك مخالفة، فاتخاذ المكان المعين للصلاة إنما هو في البيوت، أما في المسجد؛ فلا يجوز؛ فإن المسجد ملك لله، وليس ملكاً لأحد.

ثم هو يؤدي إلى المشاكل؛ لأن الذي يختص مكاناً في المسجد لا يصلي إلا فيه إذا سبقه أحد إلى هذا المكان فإنه يغضب، وربما تشاجر مع هذا السابق، وارتفعت أصواتهما في المسجد، بل ربما تضاربا في النهاية!

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day