البحث
كان النبي ﷺ يعود الأطفال على تحمل المسؤلية
وكان يعودهم على تحمل المسؤلية منذ صغرهم ؛ لأنهم أبناء اليوم ، ورجال الغد .
يقول أنس :
أتى على رسول الله ﷺ ، وأنا ألعب مع الغلمان ، فسلم علينا ، فبعثني إلى حاجة ، فأبطأت على أمى ، فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثنى رسول الله لحاجة . قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر . قالت : لا تحدثن بسر رسول الله أحداً . وبعد مده يطلب منه أحد أصحابه أن يعرف السر ، فيقول : والله لو حدثت به أحداً لحدثتك (1).
وفي رواية : قال أنس :
أسر إلى النبي ﷺ سراً ، فما أخبرت به أحداً بعده ، ولقد سألتنى أم سليم ، فما أخبرتها به (2).
قال ابن حجر : " قال بعض العلماء : كأن هذا السر يختص بنساء النبي ﷺ ، وإلا فلو كان من العلم ما وسع أنساً كتمانه " (3).
من فوائد الحديث :
فيه : حسن خلق النبي ﷺ ، وتواضعه الجم ، وأنه على شرفه ، ومكانته يتواضع حتى يسلم على الصبيان ، وهم يلعبون في السوق
وفيه : أنه يسن للإنسان أن يسلم على من مر به ، ولو كان من الصبيان .
وفيه : جواز إرسال الصبي بالحاجة لكن بشرط أن يكون مأموناً .
وفيه : أنه لا يجوز للإنسان أن يبدى سر شخص حتى ولو لأمة وأبيه.
وفيه : حسن تربية أم سليم لابنها حيث قالت : " لا تخبرن أحداً بسر رسول الله ﷺ " ، وإنما قالت له ذلك مع أنه لم يخبرها ، ولم يخبر غيرها ؛ تأيداً له ، وتثبيتاَ (4).
المراجع
- رواه مسلم [ 2489 ] .
- رراه البخارى [ 6289 ].
- فتح البارى [ 82/11 ].
- شرح رياض الصالحين [ 44-41/4 ] لابن عثيمين باختصار .