1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وإذا لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقري به الضيف دفعه إلى بعض أصحابه؛ ليقريه

وإذا لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقري به الضيف دفعه إلى بعض أصحابه؛ ليقريه

الكاتب : محمد صالح المنجد
301 2023/05/16 2024/04/16
المقال مترجم الى : English

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود. فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي  بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال رسول  الله صلى الله عليه وسلم: "من يضيف هذا الليلة رحمه الله؟" فقال رجل م الأنصار: (أنا) فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي  ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلى قوت صبياني. فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أردوا عشاء. فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج، وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها؛ ثم قامت كأنها تصلح سراجها، فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين. فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ضحك الله الليلة، أو عجب من فعالكما" فأنزل الله:

{وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُولَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ}

[الحشر: 9]

من فوائد الحديث:

فيه: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته من الزهد في الدنيا، والصبر على الجوع، وضيق حال الدنيا.
وفيه: أنه ينبغي لكبير القوم أن يبدأ في مواساة الضيف ومن يطرقهم بنفسه، فيواسيه من ماله أولا بما يتيسر إن أمكنه، ثم يطلب له على سبيل التعاون على البر والتقوى من أصحابه.
وفيه: المواساة في حال الشدائد.
وفيه: فضيلة إكرام الضيف وإيثاره.
وفيه: منقبة لهذا الأنصار وأمرأته رضي الله عنهما.
وفيه: الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه رفقاً بأهل المنزل؛ لقوله: "أطفئي السراج، وأريه أنا نأكل". فإنه لو رأى قلة الطعام، وأنهما لا يأكلان معه؛ لا متنع من الأكل.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day