البحث
ويحاول دائماً رفع معنوياتهم، وبيان أن الجسم ليس هو ميزان التفاضل بين البشر
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مم تضحكون؟!" قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه. فقال: "والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد".
فلا يضر عبد الله رضي الله عنه ضعفه ونحوله، فإن لصاحب تلك الساقين فضائل تثقل الميزان، فقد كان جامعاً بين جمال السيرة، ونقاء السريرة.
عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت، والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال: "ما أعرف أحد أقرب سمتاً، وهدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن ام عبد [أي: ابن مسعود]".
وفي رواية قال حذيفة:
"كان أقرب الناس هدياً، ودلاً، وسمتاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود حتى يتوارى منا في بيته"
ولقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد هو من أقربهم إلى الله زلفى".
والميزان الحقيقي عند الله لا يكون بالصور ولا المناظر، ولكن بالجوهر، والعمل.
وقد كان ابن مسعود رجلاً نحيفاً قصيراً.
عن زيد بن وهب، قال: إني لجالس مع عمر بن الخطاب، إذ جاء ابن مسعود، فكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه. فجعل عمر يكلمه ويتهلل وجهه، ويضاحكه، وهو قائم عليه، ثم ولى، فأتبعه عمر بصره حتى توراى، فقال: كنيف ملئ علماً