1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان ربما منع المصاب من رؤية فقيده بعد موته خوفاً عليه من الجزع

وكان ربما منع المصاب من رؤية فقيده بعد موته خوفاً عليه من الجزع

الكاتب : محمد صالح المنجد
428 2023/09/11 2024/12/18
المقال مترجم الى : English

فمن ذلك: قصته مع صفية بعد مقتل أخيها حمزة رضي الله عنهما:

عن عروة قال: أخبرني أبي الزبير رضي الله عنه أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال: فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم، وقال: "المرأة، المرأة".

قال الزبير رضي الله عنه: فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فلدمت في صدري – وكانت امرأة جلدة – وقالت: إليك لا أرض لك.

فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك.

فوقفت، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله، فكفنوه فيهما.

فجئنا بالثوبين؛ لنكفن فيهما حمزة، فإذا لى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة، فوجدنا غضاضة، وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له.

فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له.

وعن أنس بن مالك قال

أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة يوم أحد، فوقف عليه فرآه قد مثل به فقال: "لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى نأكله العافية حتى يحشر يوم القيامة من بطونها".

ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، فكانت إذا مدت على رأسه بدت رجلاه وإذا مدت على رجليه بدا رأسه، فخمر رأسه.

وإنما أراد ذلك؛ ليتم له به الأجر ويكمل، ويكون كل البدن مصروفاً في سبيله تعالى إلى البعث أو ليبين أنه ليس عليه فيما فعلوا به من المثلة تعذيب حتى إن دفنه وتركه سواء".

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day