البحث
ومع ذلك أمر بأعطاء السائل، ولو شيئاً يسيراً
للسائل حق؛ كما قال تعالى:
{وَفِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ}
[الذاريات: 19]،
وقال تعالى:
{فِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ}
[المعارج: 24-25]
قال السعدي: "{وَفِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ}" واجب، ومستحب {لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ}، أي للمحتاجين الذين يطلبون من الناس، والذين لا يطلبون منهم".
لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على إعطائه، ولو شيئاً يسيراً.
عن عبدالرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد
– وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم – أنها قالت: يا رسول الله، إن المسكين ليقوم على بابي، فما أجد له شيئاً أعطيه أياه. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لم تجدي شيئاً تعطينه إياه إلا ظلفاً محرقاً، فادفعيه إليه في يده".
وقوله: ظلفاً حرقاً" قيد الإحراق مبالغة في رد السائل بأدنى ما يتيسر أي: لا ترديه محروماً بلا شيء مهما أمكن حتى إن وجدت شيئاً حقيراً مثل الظلف المحرق أعطيه إياه.
وفي رواية عن عمر بن معاذ الأنصاري قال:
إن سائلاً وقف على بابهم، فقالت له جدته حواء: أطعموه تمراً. قال: ليس عندنا. قالت: فاسقوه سويقاً. قالوا: العجب لك، نستطيع أن نطعمه ما ليس عندنا. قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تردوا الساءل ولو بطلف محرق".