البحث
ومع إجابته النساء عن أسئلتهم فإن ذلك لم يمنعه من الحياء
عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي ﷺ عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل، قال:
( خذي فرصة[1] من مسك فتطهري بها) قالت: كيف أتطهر. قال:( تطهري بها)[2]. قالت: كيف. قال:( تطهري بها، سبحان الله)، واستتر. فاجأت بذاتها إلى، وعرفت ما أراد النبي ﷺ فقلت: تتبعي بها أثر الدم[3].
من فوائد الحديث:
فيه: استحباب أن تأخذ المرأة عند غسلها من الحيض شيئا من مسك، أو طيب فتجعله في قطنة، أو نحوهما فتتبع بها آثار الدم.
فيه: التسبيح عند التعجب، ومعناه هنا كيف يخفى هذا الظاهر الذي لا يحتاج في فهمه إلى فكر؟
وفيه: استحباب الكنايات فيما يتعلق بالعورات وهذه طريقة شرعية،أن يكنى عما يتعلق بالعورات ولا يصرح به إلا عند الحاجة ومن ذلك:
قوله تعالى:
( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما)
[النساء:16]
وقوله تعالى:
( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)
[البقرة:187]
وقوله تعالى:
( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)
[البقرة:223]
ونحو ذلك من الآيات.
وفيه: الاكتفاء بـ التعريض والأشارة في الأمور المستهجنة.
وفيه: سؤال المرأة العالم عن أحوالها التي يحتشم منها.
وفيه: تكرار الجواب لإفهام السائل.
وفيه: تفسير كلام العالم بحضرته لمن خفي عليه إذا عرف أن ذلك يعجبه.
وفيه: الأخذ عن الفضول بحضرة الفاضل.
وفيه صحة العرض على الحدث إذا أقره ولو لم يقل عقبة نعم.
وفيه: أنه لا يشترط في صحة التحمل فهم السامع لجميع ما يسمعه.
وفيه : الرفق بالمتعلم، وإقامة العذر لمن لا يفهم.
وفيه: أن المرء مطلوب بستر عيوبه، وإن كانت مما جبل عليها من جهة أمر المرأة بالتطيب،لإزالة الرائحة الكريهة.
وفيه: حسن خلقه ﷺ وعظيم حلمه وحيائه.[4]
المراجع
- فرصة: قطعة من صوف أو قطن أو جلدة عليها صوف، والمقصود باستعمال الطيب دفع الرائحه الكريهة فتح الباري[416/1]
- أي تنظفي
- رواه البخاري[314] ومسلم[332]
- ينظر: فتح الباري[416/1] شرح سنن أبي داود[111/2]للعيني