1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ومع إجابته النساء عن أسئلتهم فإن ذلك لم يمنعه من الحياء

ومع إجابته النساء عن أسئلتهم فإن ذلك لم يمنعه من الحياء

الكاتب : محمد صالح المنجد
171 2024/04/15 2024/04/26


عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي ﷺ عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل، قال:

( خذي فرصة[1] من مسك فتطهري بها) قالت: كيف أتطهر. قال:( تطهري بها)[2]. قالت: كيف. قال:( تطهري بها، سبحان الله)، واستتر. فاجأت بذاتها إلى، وعرفت ما أراد النبي ﷺ فقلت: تتبعي بها أثر الدم[3].

من فوائد الحديث:

فيه: استحباب أن تأخذ المرأة عند غسلها من الحيض شيئا من مسك، أو طيب فتجعله في قطنة، أو نحوهما فتتبع بها آثار الدم.

فيه: التسبيح عند التعجب، ومعناه هنا كيف يخفى هذا الظاهر الذي لا يحتاج في فهمه إلى  فكر؟

وفيه: استحباب الكنايات فيما يتعلق بالعورات وهذه طريقة شرعية،أن يكنى عما يتعلق بالعورات ولا يصرح به إلا عند الحاجة ومن ذلك:

قوله تعالى:

( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما)

[النساء:16]

وقوله تعالى:

( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)

[البقرة:187]

وقوله تعالى:

( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)

[البقرة:223]

ونحو ذلك من الآيات.

وفيه: الاكتفاء بـ التعريض والأشارة في الأمور المستهجنة.

وفيه: سؤال المرأة العالم عن أحوالها التي يحتشم منها.

وفيه: تكرار الجواب لإفهام السائل.

وفيه: تفسير كلام العالم بحضرته لمن خفي عليه إذا عرف أن ذلك يعجبه.

وفيه: الأخذ عن الفضول بحضرة الفاضل.

وفيه صحة العرض على الحدث إذا أقره ولو لم يقل عقبة نعم.

وفيه: أنه لا يشترط في صحة التحمل فهم السامع لجميع ما يسمعه.

وفيه : الرفق بالمتعلم، وإقامة العذر لمن  لا يفهم.

وفيه: أن المرء مطلوب بستر عيوبه، وإن كانت مما جبل عليها من جهة أمر المرأة بالتطيب،لإزالة الرائحة الكريهة.

وفيه: حسن خلقه ﷺ وعظيم حلمه وحيائه.[4]

المراجع

  1. فرصة: قطعة من صوف أو قطن أو جلدة عليها صوف، والمقصود باستعمال الطيب دفع الرائحه الكريهة فتح الباري[416/1]
  2.  أي تنظفي 
  3. رواه البخاري[314] ومسلم[332]
  4. ينظر: فتح الباري[416/1] شرح سنن أبي داود[111/2]للعيني
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day