البحث
عبد الله بن أبى ومن معه من المنافقين يحيكون المؤامرات مع اليهود ضد المسلمين
ويوضح ذلك انحيازهم إلى جانب يهود بنى قينقاع ، الذين نقضوا العهد الذى كان بينهم وبين رسولﷺ بأن لايعتدى أحد الجانبين على الأخرر.
عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم قال: لما اصاب رسول اللهﷺ قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة، جمع اليهود فى سوق بنى قينقاع، فقال: "يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً "(1)
قالوا: يامحمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً(2) لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا.
فأنزل الله عز وجل فى ذلك: قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ
[آل عمران:12]
وذكر ابن هشام عن أبى عون محمد بن عبد الله الثقفى أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها،(3) فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين قينقاع(4) وقد كان صنيعهم هذا مستوجباً ما عمالهم به رسول الله ﷺ من ضرب الحصارن وشد الخناق عليهم، حتى نزلوا على حكمه.
قال بن أسحاق: وحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة قال: "فحاصرهم رسول الله ﷺ حتى نزلوا عل حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبى سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يامحمد أحسن فى موالى، وكانوا حلفاء الخزرج. فأبطأ عليه رسول الل ﷺ .
فقال: يامحمد أحسن فى موالى. فأعرض عنه. فأدخل يده فى جيب درع رسوالله ﷺ . فقال له رسول الله ﷺ أرسلنى ، وغضب رسول الله ﷺ حتى رأوا لوجهه ضللآ(5) .
ثم قال : " ويحك أرسلنى " . قال : لا والله، لا أرسلك حتى تحسن فى موالى ، أربعمائه حاسر(6) ، وثلاثمائة دارع(7)، قد منعونى من الأحمر والأسود، تحصدهم فى غداة واحدة ؟! إنى والله امرؤ أخشى الدوائر.
فقال رسول ﷺ : " هم لك"(8). وكان عبد الله بن أبى لا يزال صاحب شأن فى قومه ، فقبل رسول الله ﷺ شفاعته فى بنى قينقاع على أن يجلوا عن المدينة، وان يأخذوا معهم أموالهم عدا السلاح.
المراجع
- وفى رواية:فأنكم قد عرقتم أنى نبى مرسل ، تجدون ذلك فى كتابكم، وعهد الله إليكم. السيرة النبوية لابن إ سحاق [٣١٣/١] .
- أغمار: جمع غمر وهو الجاهل الغر الذى لم يجرب الأمور. النهاية [٣٨٥/٣]
- رواة أبو دواد [٣٠٠١]، وحسنه ابن حجر فى الفتح[ ٣٣٢/٧]، وصححه أحمد شاكر فى عمدة التفسير وضعفه الالبانى فى ضغيف أبى دواد[ ٥٢٤].
- السيرة النبوية[٤٨/٢]لابن هشام.
- أىك تغير وجهه للسواد من شدة غضبه ﷺ .
- وهو الذى لا درع ، ولامغفر عليه.
- الذى عليه درع.
- السيرة النبوية [٤٨/٢] لابن هشام. وإسناده حسن ، لكنه مرسل.
