البحث
وكان ﷺ يتعامل مع النساء بالرفق
فيتعامل معهن باللين والرحمة والمحبة والعطف والرفق ، لما فى المرأة من ضعف ورقة ، ولذلك كان يطلق عليهن : القوارير .
فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
كان رسول الله ﷺ فى بعض أسفاره ، وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، وكان حسن الصوت . فقال رسول الله ﷺ :يا أنجشة ، رويدك سوقاً بالقوارير " . قال أبو قلابة : فتكلم النبى ﷺ بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه
(1).
وفى لفظ لأحمد (١٢٣٥٠ ) : " يا أنجشة ويحك : ارفق بالقوارير " ، يعنى : النساء .
فشبة النبى ﷺ النساء القوارير ، والقوارير جمع قارورة وهى الزجاجة ، سميت بذلك لا ستقرار الشراب فيها . والنساء يشبهن بالقوارير فى الرقة ، والطافة ، وضعف البنية (2).
واختلف العلماء فى سبب قوله ﷺ لأنجشة : " ارفق بالقوارير " .
فقيل : معناه أن أنجشة كان حسن الصوت ، وكان يحدو بهن ، وينشد شيئاً من القريض والرجز ، وما فيه تشبيب ، فلم يأمن أن يفتنهن ، ويقع فى قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك .
وقيل : المراد به الرفق فى السير ، لأن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت فى المشى واستلذته ، فأزعجت الراكب ، وأتعبته ، فنهاه عن ذلك ، لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة ، ويخاف ضررهن وسقوطهن .
وجوز القرطبى فى " المفهم " الأمرين ، فقال : " شبههن بالقوارير ، لسرعة تأثرهن ، وعدم تجلدهن ، فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط ، أو التألم من كثرة الحركة ، والاضطراب الناشىء عن السرعة ، أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد " (3).
المراجع
- رواه البخارى [ ٦١٤٩ ] ، ومسلم [٢٣٢٣ ] .
- فتح البارى [٥٤٥/١٠ ] .
- فتح البارى [ ٥٦٤/١٠ ] ، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم [ ٤٣/١٩ ] .