البحث
هَدْيُهُ ﷺ في الشَّرَابِ
1- كانَ هديهُ في الشرابِ من أكملِ هدي يُحْفَظُ به الصحةُ, وكان أحبُّ الشرابِ إليه الحُلْوَ البارِدَ. وكان يشربُ اللبنَ خالصًا تارةً, ومشوبًا بالماءِ أخرى، ويقول: «اللَّهُمَّ باركْ لَنَا فيه وَزِدْنَا مِنْهُ, فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيءٌ يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إلا اللَّبنَ» .
2- ولم يَكُنْ مِنْ هديه أَنْ يشربَ على طعامِه, وكان يُنْبَذُ لَهُ أَوَّلَ الليلِ ويشربُه إذا أصبحَ يومَه ذَلِكَ، والليلةَ التي تجيءُ, والغَدَ والليلةَ الأخرى, والغَد إلى العصرِ؛ فَإِنْ بَقِيَ منه شيءٌ سقاه الخادمَ أو أمر به فَصُبَّ.
3- وكان من هديه المعتاد الشربُ قاعدًا, وزجرَ عن الشربِ قائمًا, وشربَ مرةً قائمًا, فقيل: لعذرٍ, وقيل: نسخ لنهيِه, وقيل: لجوازِ الأمْرَيْن.
4- وكان يتنفسُ في الشرابِ ثلاثًا, ويقول: «إِنَّهُ أَرْوَى وَأَمْرَأُ, وَأبْرَأُ» ، ومعنى تنفسِه في الشرابِ: إبانتُه القَدَحَ عَنْ فيهِ وتنفُسِه خارجَه كما في جاء قوله: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ في القَدَحِ, ولكِنْ لِيُبن الإِنَاءَ عَنْ فِيه» , ونَهَى أَنْ يُشربَ من ثُلمة القَدَح, ومِنْ فِي السقاءِ. «والثُّلَمَة: الفرجة والشق».
وكان يُسَمِّي إذا شرب ويحمد الله إذا فرغ, وقال: «إِنَّ اللهَ ليرضَى عن
5- (والنبيذ: هو ما يُطْرَحُ فيه تَمْرٌ يُحَلِّيهِ. ولم يكن يشربه بَعْدَ ثلاثٍ خوفًا من تَغَيُّرِه إلى الإسكارِ). العبدِ يأكلُ الأَكْلَةَ يَحْمَدُه عليهَا, ويشربُ الشَّربةَ يحمدُه عَليهَا» .
6- وكان يُسْتَعذَبُ لَهُ الماءُ «وهو الطَّيِّبُ الذي لا ملوحةَ فيهِ» ويختارُ البائتَ مِنْهُ.
7- وكانَ إِذَا شَرِبَ ناولَ مَنْ عَلَى يمينه وإنْ كانَ مَنْ على يسارِه أكبرَ منهُ.
8- وأمرَ بتخميرِ الإناءِ «أي: تغطيته»، وإيكائِه, وَلَوْ أَنْ يَعْرِضَ عَلِيهِ عُودًا, وأَنْ يُذْكَرَ اسمُ اللهِ عِندَ ذلك. «والإيكاءُ: ربطُ فتحةِ الوعاءِ وشدُّها».