البحث
موقفه مع الأعرابي الذي أراد قتله
روى البخاري ومسلم، عن جابر بن عبد اللَّه قال: غزونا مع رسول اللَّه قِبَلَ نجد([1])، فأدركنا رسول اللَّه في واد كثير العضاه، فنزل رسول اللَّه تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول اللَّه : ((إن رجلاً أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتاً([2]) في يده، فقال لي، من يمنعك مني؟ قال: قلت: اللَّه، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت: اللَّه، قال: فشام([3]) السيف، فهاهو ذا جالس))، ثم لم يعرض لـه رسول اللَّه ([4]).
اللَّه أكبر! ما أعظم هذا الخلق! وما أكبر أثره في النفس! أعرابي يريد قتل النبي ثم يعصمه اللَّه منه، ويمكِّنه من القدرة على قتله، ثم يعفو عنه! إن هذا لخلق عظيم وصدق اللَّه العظيم إذ يقول للنبي : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ([5])، وهذا الخلق الحكيم قد أثر في حياة الرجل، وأسلم بعد ذلك، فاهتدى به خلق كثير([6]).
([4]) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، 6/96، 97، (رقم 2910)، وكتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، 7/426، (رقم 4135)، ومسلم، واللفظ لـه، كتاب الفضائل، باب: توكله على الله – تعالى -، وعصمة الله – تعالى – لـه من الناس، 1/576، (رقم 843)، وأحمد، 3/ 311، 364.
وانظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني فقد ذكر رواية مطولة عزاها لأبي بكر الإسماعيلي في صحيحه، 2/335.