1. المقالات
  2. لماذا اعتنقنا الإسلام دينا؟ _ سفر أحمد الحمداني
  3. قصة إسلام البروفسور عبد الأحد داود أُستاذ علم اللاهوت

قصة إسلام البروفسور عبد الأحد داود أُستاذ علم اللاهوت

الكاتب : سفر أحمد الحمداني

عبد الأحد داود، هو الكاهن المبجل ((بنجامين كلداني)) الأستاذ في علم اللاهوت، وقسّيس الروم الكاثوليك لطائفة الكلدانيين المُوحدة. وقد ولد عام 1867م في ((أورميا)) من بلاد فارس، وتلقى في صباه تعليمه الإبتدائي في تلك المدينة.

وفي خلال ثلاثة أعوام (من سنة 1886م – 1889م) كان أحد موظفي التعليم في إرسالية رئيس أساقفة ((كانتر بوري)) المبعوثة إلى النصارى الأشوريين (النسطوريين) في أورميا.

وفي عام (1892م) أرسله الكاردينال ((فوهان)) إلى روما، حيث تلقى تدريباً منظماً في الدراسات الفلسفية واللاهوتية في كلية ((بروبوغاندا فيد)) وفي عام 1895م تم ترسيمه كاهناً.

وفي عام 1892م إشترك البروفيسورداود، في وضع سلسلةَ مقالات في مجلة((ذي تابليت)) حول موضوع ((الأشورية وروما وكانتربوري)) وكذلك في مجلة((دي إيريش ريكورد)) حول موضوع ((صحة أسفارالعهد القديم)).

وللبروفيسور داود عدة ترجمات عن((السلام المريمي)) وهو تحية جبريل للعذراء بلغات مختلفة نُشرت في مجلة((الإرساليات الكاثوليكية المصورة)).

وعندما كان في استانبول، وهو بطريقه إلى بلاد فارس عام 1895م، أسهم في نشرسلسلة طويلة من المقالات باللغة الإنكليزية والفرنسية في الصحف اليومية، وقد نُشرت هناك باسم ((ليفانت هيرالد)) حول موضوع ((الكنائس الشرقية)).

وفي عام 1895م إنضمَّ إلى إرسالية ((لازارست)) الفرنسية في أورميا، ونشر لأول مرة في تاريخ الإرسالية، منشورات فصلية دورية باللغة العامة السريانية تُدعى ((كَالا – تَشْرَعْ)): أي ((صوتُ الحق)).

وفي عام 1897م أنتُدبَ من قبل اثنين من رؤساء اساقفة الطائفة الكلدانية الموحدة في ((أورمي)) و((سالماس)) لتمثيل الكاثوليك الشرقيين في مؤتمر ((القُربان المقدس)) الذي عقد في مدينة ((باراي – لو– مونيال)) في فرنسا تحت إشراف ورئاسة ((الكاردينال بيرود)) وكانت هذه طبعاً دعوة رسمية.

أما ورقة العمل التي قدمها الأب بنجامين في ذلك المؤتمر،فقد تم نشرها في صحيفة ((الأنال)) التي نشرها مؤتمرالقربان المقدس، والتي كانت تدعى ((لو– بلرين)) في ذلك العام. وقد جاء في هذه الورقة التي قرأها ((كبيرالكهنة الكلداني)) وهكذا كان لقبه الرسمي آنذاك، إستنكاراً للطريقة الكاثوليكية في التعليم بين النسطوريين، وتنبأ كذلك بقرب ظهور الكهنة الروس في ((أورميا)) " Urmia.

وفي عام 1888م عاد الأب بنجامين مرة اخرى إلى بلاد فارس، حيث قريته ومسقط رأسه ((ديجالا)) التي يبعد ميلاً واحداً عن المدينة، وهناك افتتَح مدرسة بالمجان. وفي العام الذي تلاه، أرسلته السلطات الكنسية إلى ((سالماس)) كي يتولى المسؤولية هناك، حيث كانت النزعات والفضائح على أَشُدِّها بين رئيس الأساقفة الإتحادي ((خوداباش)) وبين الآباء اللآزاريين، تلك النزعات التي كانت تهدد بالإنقسام. وفي أول يوم من السنة الجديدة سنة 1900م قام الأب بنجامين بالقاء موعظته الأخيرة، تلك الموعظة التي لا تنسى. حيث صلى بجمع حاشدٍ من المصلين، بما فيهم عدد كبيرمن الأرمن غير الكاثوليكيين، وغيرهم كثير، إجتمعوا في كاتدرائية ((سانت جورج)) خوروثاباد ((سالماس)) وكان موضوع الموعظة ((عصر جديد ورجال جُدُد)) ومن الحقائق التي ذكرها فيها، أن الإرساليات النسطورية قبل ظهورالإسلام، كانت تعظُ الناس بالإنجيل (أحد الكتب الأربعة الأولى من العهد الجديد التي تتحدث عن حياة المسيح وموته وانبعاثه) في جميع أنحاء أسيا، وأنه كانت لهم عدة مؤسسات في الهند خصوصاً في سهل مالابار، وفي بلاد التتاروالصين ومنغوليا، وأنهم ترجموا هذه الأناجيل إلى اللغة التركية (يوغورس)، والى لغات أخرى. وأن الإرساليات الكاثوليكية الأمريكية منها والإنكليزية لم تقدم من العمل الطيب للأُمة الأشورية والكلدانية سوى القليل عن طريق التعليم الإبتدائي. وعملت من جهة أُخرى على تقسيم تلك الأمة القليلة في عددها، والموزعة في بلاد فارس وكردستان وبلاد ما بين النهرين، إلى طوائف متعددة، يعادي بعضها بعضاً. وكأنما كانت جهود تلك الإرساليات قد قُدِّر لها أن تجلب الدمار والإنهيار النهائي للأمة المذكورة. وبالتالي فإن الواعظ نصح الأهالي بأن يقوموا ببعض التضحيات ليقفوا على أرجلهم كالرجال. ولا يعتمدوا على الإرساليات الأجنبية... الخ!!.

ولقد كان البوفيسور الواعظ مبدئياً على حق، ولأن ملاحظاته لم يرض عنها أسيادُ الإرساليات، ولا هي كانت لصالحهم؟!

ولهذا فقد نتج عن هذه الموعظة أن سارع المندوب البابوي المونسنيور ((ليزيه)) بالحضورمن ((أورميا)) الى((سالماس))، وكان قد تَمَّ تأسيس إرسالية روسية جديدة في أورميا منذ سنة 1899م، أما النسطوريون فقد اندفعوا بحماس إلى اعتناق الديانة المقدسة، ديانة إمبراطورعموم روسيا..!

 وكانت هناك خمس إرساليات عظيمة هي: الأمريكية والإنجليكانية والإفرنسية والالمانية والروسية، بالإضافة إلى كلياتهم وصحافتهم التي تدعمها الجمعيات الدينية الغنية، والقناص والسفراء، جميع هؤلاء كانوا يسعون لتحويل ما يقرب من مائة الف كلداني أشوري هرطوقي، ليتبعوا واحداً أو أكثر من الخمسة المهَرطَقين المنشقين عن العقيدة الأصلية ولكن الإرسالية الروسية سرعان ما سبقت وتقدمت على الآخرين. وكانت هذه الإرسالية بالذات هي التي دفعت، بل أجبرت الآشوريين الفرس عام 1915م وكذلك القبائل الجبلية الكردستانية، الذين كانوا عند ذاك قد هاجروا إلى سهول سالماس وأورميا لأن يحملوا السلاح ضد حكوماتهم.

وبالنتيجة فقد هلك نصف هؤلاء الناس في الحرب، أما الباقي فقد طُوردوا من أرضهم الأصلية.

التساؤل الكبير، هل الديانة المسيحية ديانة الله الصحيحة؟[1].

يقول البروفسورعبدالأحد: والتساؤل الكبير الذي كان لمدة طويلة يتغافل، ويبحث عن الحل في ذهن صاحبنا الكاهن، وقد وصل الآن إلى القمة. هل كانت الديانة المسيحية مع الوانها وأشكالها المتعددة، مع عدم مصداقيتة شرعيتها، وفساد كتبها، هل هي الديانة الصحيحة؟؟

ففي صيف 1900م عزل الكاهن نفسه عن الدنيا في منزله الصغير الواقع وسط حقول العنب قرب عين ((شالي بولاغي)) المشهورة ((ديجالا))، ومكث هناك شهراً كاملاً يقضي وقته في الصلاة والتأمل، يعيد قرآءة الكتب المقدسة بنصوصها الأصلية مرة بعد مرة. وأخيرا إنتهتِ الأزمة على صورة استقالة رسمية بعث بها إلى رئيسا لأساقفة في((أورميا))والتي شرح بها وبصورة صريحة إلى المونسنيور((توما عاودَو)) الأسباب التي وجدت به إلى التخلي عن وظائفه الكهنوتية. وقد قامت السلطات الكنسية بعدة محاولات لكي يعود عن قراره، ولكن دون جدوى. ولم تكن هناك أية خصومات شخصية، ولم تكن هناك أية خلافات بين الأب بنجامين وبين رؤسائه، بل كل ما حدث كان مسالة شعورووعي مقصود. وطوال عدة أشهركان السيد داود– وهذا ما أصبح يدعى يُدعى به الآن– قد استُخدم في – ((تبريز)) مفتشاُ في البريد والجمارك الفارسية تحت إمرة أحد الخبراء البلجيكين، ونقل بعد ذلك ليدخل في خدمة ولي العهد ((محمد علي ميرزا)) كمدرس ومترجم. وفي عام 1903م زار بريطانيا مرة أخرى حيث انضم إلى ((الجماعة المُوَحِّدة بالله)) وفي عام 1904م أرسلته جمعيةُ الموحدين البريطانية الأجنبية إلى فارس، كي يقوم بمهمة التعليم والتوعية بين مواطنيه وأهله، وفي طريقه إلى بلاد فارس، زارمدينة إستانبول، وبعد مواجهات عديدة مع شيخ الإسلام جمال الدين أفندي وعلماء آخرين، إعتنق الديانة الإسلامية المقدسة[2] ، وبعد عرض هذا الحوار، والرحلة الممتعة مع البروفيسورعبدالاحد، نتابعه وهو يعرض لنا ما خفي من أسراركتب النصارى حول، الوحدانية ونبوبة محمد r.



[1] ومن غرائب والوان ما شاهده عبد الاحد داود، ما جرى للكاهن من خلال ما رأى أو سمع من تناقضات من اخلال الإرساليات التبشيرية – وهو المتضلع بعلوم الديانة النصرانية - لذا بدأ يدرس المسيحية من مضانها النقية، بطريقة علمية، ليجد الخلل، أو ماهو دخيل وما هو صحيح في كتب ومصادر الديانة المسيحية!!

[2] محمد في الكتاب المقدس، تاليف البروفيسور عبدالاحد داود ترجمة: فهمي شمّا، مراجعة وتعليق: أحمد محمد الصّديق. الرئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر ط1 / 1405- 1985م - ص 13-82 باختصار MUHAMMAD IN THE BIBLE By Prof B KELDANI

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day