البحث
الأمريكية (جينفر دواير) تعلن إسلامها
كنت قد عملت في مجال الخدمة الإجتماعية ورعاية الأطفال ضد العنف الواقع عليهم في بلدهم المتحضرأمريكا، ولكنها مع الوقت اكتشفت زيف ادعاءات الحضارة الأمريكية، وذلك بالإمتهان الدائم لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، فاتجهت لقراءة القران والدراسات الإسلامية ثم انتقلت للإقفامة في العراق بلد الأنبياء والصالحين لنقف على المكانة الكبيرة التي حفظها الإسلام للمرأة، واختلاف ذلك عن امتهان المرأة في المجتمعات الغربية...
وهناك جامع بمدينة (سياتل) الأمريكية إرتدت الداعية (جينفردواير) الحجاب لأول مرة في حياتها معلنة تطوعها لنشرالدين الإسلامي في صفوف الأجنبيات العاملات في البلدان الإسلامية..
س – ما هي البدايات الأولى التي مهدت لتفكيركِ للدخول في الإسلام؟
ج – كانت البداية حوار بيني وبين زوجتي حول كيفية تربية أطفالنا، وهل نربيهم على الإسلام أم غيره؟ وكان رأيي أن نتركهم يختارون ذلك.
فقال زوجي وهو مسلم من أصل عربي: كيف سندرسهم المسيحية وانت مقتنعة بها؟ وبالفعل لم أكن مقتنعة بأن المسيح عليه السلام اله، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أقرأ الإسلام وأُعايش المسلمين حتى إذا ما وصلت على قناعة كافية بالدين الإسلامي أعلنت ذلك، واعتنقت الإسلام، وكان ذلك في مدينة (سياتل) الأمريكية بعد بحث طويل وتأمل في صفات الدين الإسلامي الحنيف، وكنت قد سمعت قبل ذلك كلاماً كبيراً في الغرب يشوه الدين الإسلامي ويصوره أنه يعارض حرية المرأة، ولكنني أحسست منذ البداية أنها ادعاءات كاذبة، ولهذا تزوجت رجلاً مسلماً عربياً قبل إسلامي، لعلمي أن المسلمين يقدسون الحياة الزوجية والأسرية، ويهتمون بالمرأة، وفي زواجي هذا وجدت الأمان افتقدته، وعشت الحياة الأسرية المترابطة التي لم أكن أشعر بها سابقاً...
س – كيف كان شعور زوجك عندما أعلنت إسلامكِ؟
ج – فرح فرحاً كبيراً، وتأكَّد أنَّ إسلامي جاءَ عن قناعةٍ وتفكيرٍطويل وقراءة متعمِّقة في كتب الإسلام، وهوالآن سعيد جداً بعملي في مواصلة الدعوة الإسلامية في أي مكان نعمل فيه، تاركة خلفي صورتشويه الإسلام المتلاحقة من قبل الغرب ومنها أنَّ محمداً r يحمل السيف لقتال الناس، وإن وان المرأة في الإسلام ليست لها حقوق، ولكني اكتشفت فيما بعد كذب هذه الإدعاءات والأكاذيب، وأتذكر أن يوم إسلامي الأول كان في مسجد بمدينة (سياتل) الأمريكية وارتديت الحجاب وقتها وأنا أشعرأني أولد الآن من جديد ثم أديت فريضة الحج في العام الماضي وعندما وقعت عيناي على منظرالكعبة الشريفة إنتابني شعورٌ عظيمٌ بالإيمان والرهبة والفرحة بهذا الإسلام وعلى الرغم من صعوبة بعض مراحل الحج، لاأنني جهزت نفسي بالكتب التي تشرح هذه الفريضة، وعندما انتهت تمنيت أن أبدأ الحج ثانية، وأصبحت أتمعن في أي صورة تحمل منظرالكعبة، أومسجد الرسول r فما تزال ذاكرتي ممتلئة بمنظرالمصلين والطائفين حول بيت الله الحرام.
س – ماذا كانت طبيعة عملكِ قبل إسلامكِ، وأين أقمت؟
ج – عملت في أمريكا أخصائية اجتماعية لرعاية الأطفال في حالات العنف ضدهم وضد النساء، ومثل هذه الظواهر تكثر في أمريكا، وبعد أن أعلنت إسلامي سافرت إلى العراق، ووجدت منذ اللحظة الأولى المعاملة الحسنة التي عاملني بها الشعب العراقي، إذ كان تعاملهم معي راقياً وممتازاً على عكس ما توقعه الكثيرون لي من سوء وضرر، وعدت إلى أمريكا ثانية ولكني أحسست بالغربة وباعتيادي على المجتمعات الإسلامية فسافرت إلى قطر، وما زلت في هذا البلد أتعلم وأعلم الإسلام على النساء...وحقاً أقول: انني لم أشعر بأية غربة في العراق، وشعرت بأنني واحدة منهم وساعدتني الصلوات الخمس علفى تنظيم وقتي بين مهام البيت والأسرة والعمل.
س – من خلال تجربتكِ الشخصية، ما أهم النظرات التي يمكن الوقوف عليها في حال المرأة المسلمة اليوم؟
ج – تختلف المرأة المسلمة كثيراً عن الغربية التي لا تؤمن في الغالب بالقيم والتقاليد، ولكن وجدت بعض النساء المسلمات يردن تقليد المرأة الغربية في حياتها، وتريد أن تربي أطفالها على الطريقة الغربية، وهنا تكمن قمة الخطأ، فمثل هذه الطريقة ينشأ من خلال الأطفال على إيمان ضعيف ومتزعزع وفي تجربتي، فقد اخترت لأطفالي تنشئة إسلامية سليمة، فأحرص على تأسيسهم منذ البداية على عبادة الله تعالى وحده، إذ نستيقظ مع صلاة الفجر لنبدأ يوم عبادة وعمل جديد، وأحرص يومياً على أن أقرأ لأطفالي بعض قصص القران وقصص الأنبياء، وقد ساعدتني المعيشة في البلدان الإسلامية على أن أكون أسرة إسلامية واعية...
أما عن المرأة الغربية فهناك بعض ما يعوقها عن الإيمان بالإسلام: أهمها عدم الجرأة لتغيير نمط الحياة التي اعتدن عليه، رغم أن الغربيين عموماً يؤمنون بالرب الواحد، وفي أمريكا لدينا قنوات تلفزيونية اسلامية تبث يومياً من ساعتين إلى ثلاثة، لكلفتها الباهضة، أما بعد أحداث (11أيلول) فقد زادت مبيعات الكتب الإسلامية والمصاحف بشكل ملحوظ، وبدأ الإقبال على الإسلاميزيد يوماً بعد آخر[1]...
معركة الحجاب تنتهي بإسلام عدد من الأساتذة والطلبة
كان السبب الأول لإسلام الدكتور(محمد أكويا) حجاب طالبة أمريكية مسلمة ومعتزة بدينها ومعتزة بحجابها[2] ، بل لقد أسلم معه ثلاثة من أساتذة الجامعة وأربعة من الطلبة، لقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة – الذين صاروا دعاة إلى الإسلام - هو هذ الحجاب، لن أطيل عليكم في التقديم وفي التشويق لهذه القصة الرائعة والتي سأنقلها لكم على لسان الدكتورالأمريكي الذي تسمى باسم النبي r وصاراسمه(محمد أكويا) يحكي قصته فيقول: قبل أربع سنوات التحقتْ للدراسة في جامعتنا طالبة أمريكية مسلمة محجَّبة، فثارت في الجامعة زوبعةٌ كبيرةٌ، حيث كان من مدرِّسيها رجلٌ متعصبٌ ببُغْضِ الإسلام، ويتصدى لكلِّ مَنْ لا يهاجمه، فكيف بمن يعتنقه، ويظهرشعائره للعيان؟
كان يحاول استثارة الطالبة كلما سنحت له الفرصة للنيل من الإسلام، وشن حرب عشواء عليها، فكانت تقابل ذلك بهدوء، مما ازداد غيضاً منها، فبدأ يحاربها عن طريق آخر، حيث الترصد لها بالدرجات، والقاء المهام الصعبة في الأبحاث عليها والتشديد عليها بالنتائج، فلما عجزت المسكينة من أن تجد لها مخرجاً، تقدمت بشكوى لرئيس الجامعة مطالبة فيها النظر في موضوعها، فكان قرارالإدارة أنْ يتمَّ لقاءٌ بين الطرفين (الدكتوروالطالبة) ولما جاءَ الموعدُ المحدَّدُ حضرأغلب أعضاء هيئة التديس، وكنا متحمسين جداً لحضورهذه الجولة التي تُعتبرالأولى من نوعها في الجامعة.
بدأت الجلسة، فذكرت الطالبة أنَّ المدرِّس يبغض ديانتها، ومن أجل هذا هضم حقوقها العلمية، وذكرت أمثلة عديدة لهذا، وطلبت الإستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها.
وكان من بينهم من تعاطف معها وشهد لها مع اختلاف دياناتهم للإسلام، حاول الدكتورأن يدافع عن نفسه، واستمر بالحديث فأخذ يسب دينها، فقامت تدافع عن الإسلام، وأدلت بمعلومات كثيرة عنه، وكان لحديثها قدرة على جذب الحاضرين، وأنا منهم، فكنا نقاطعها لنسالها عما يعترينا من استفسارات فتجيب عليها. فلما رآنا الدكتورالمعني مشغولين بالاستماع والنقاش معها، خرج من القاعة، فقد تضايق من اهتمامنا بها، وبقينا نحن مجموعة من المهتمين نتجاذب أطراف الديث، فقامت يتوزيع ورقتين علينا الأولى بعنوان (ماذا يعني لي الإسلام ) والثانية شرحت فيها مشاعرها صوب الحجاب وغطاء الرأس الذي ترتديه والذي تسبب كل هذه الزوبعة. لقد كان موقفها عظيماً ولأن الجلسة لم تنته بأي قرارلأي طرف قالت: إنها تدافع عن حقها وتناضل من أجله ووعدت إن لم تظفر بأي نتيجة لصالحها أن تبذل المزيد لمتابعة القضية...
كان موقفها قوياً لم يتوقع الأساتذة أن هذه الطالبة بهذا المستوى من الثبات من أجل مبدئها. بقيت هذه القضية يدورحولها النقاش داخل الجامعة...
أما أنا، فبدأ الصراع يدور في نفسي، من أجل تغيير ديني، فما عرفته عن الإسلام حبَّبَني فيه كثيرا ً، ورغَّبني في اعتناقه.
بعد عدة أشهر أعلنت إسلامي وتبعني دكتورٌ ثانٍ وثالثٍ في نفس العام، كما أنَّ هناك أربعة طلاب أسلموا، وفي غضون فترة بسيطة أصبحنا مجموعة لنا جهودٌ دعويةٌ في التعريف بالإسلام والدعوة اليه، وعمّا قريب إنْ شاء الله ينتشر خبر إسلام مجموعة أخرى داخل أروقة الجامعة، والحمد لله وحده[3].
فالإسلاميفرض نفسه على الناس، لأنه حقٌ ووحي من الله تعالى بلا شك. إننا نلمس في هذا القرن إقبال الكثيرين لإعتناقه، لأنه لا يجد في الأنظمة التي تحكم العالم اليوم ضالته، أو قيمة للإنسان المكرّم بل القيادة بيد القوي الذي يسوقه كالدّواب من أجل أن يحقّق المصلحة لنفسه...
إننا نعتقد أنّ الإسلام قضية عادلة، يحقق المصالح لكلِّ البشرية، ولكن – ومع الأسف – هناك من يسيءُ للإسلام لقلة معرفته بعرض الإسلام للناس، فهو بمثابة المحامي الذي درس الحقوق، وعمل محامياً، ولكنّه فشل في ميدان عمله، وصدق في هؤلاء قول من قال: الإسلام قضيّةٌ عادلة، ولكنّه بأيدي محامين فاشلين...
[1] جريدة الزمن العدد 10 شباط 2002م العراق ص 3
[2] من الغريب حقاً أن الغربيين يحاربون الحجاب وستهزؤن به، ضناً منهم أن المسلمة وحدها هي المعنية بالحجاب! سبحان الله! اليست النصرانية الحقة من عقيدتها أنها تؤمن بأن مريم عليها السلام كانت تغطي شعرها وجسدها بالحجاب الكامل، هل كانت السيدة مريم عليها السلام حاسرة الرأس والجسد أم محجبة؟ اليست ما تمثل صورتها أو نصبها في الكنائس النصرانية موجودة، وعلى رأسها الغطاء؟ أجيبوني بصراحة؟... ولا ننسى أن الكثيرات من الرهبات في البلاد الشرقية، وحتى اللغربية يرتدين الحجاب الكامل، ولا ترى من جسدها غير وجهها وكفيها...
[3] جريدة الإتحاد الإماراتية العدد 6 رمضان 1422ه