1. المقالات
  2. لماذا اعتنقنا الإسلام دينا؟ _ سفر أحمد الحمداني
  3. محمد في الكتاب المقدس

محمد في الكتاب المقدس

الكاتب : سفر أحمد الحمداني

ومما جاء في كتابه بعنوان محمدr في الكتاب المقدس،مارواه مترجماً من النسخ المصححة التي نشرتها جمعية الكتاب المقدس البريطانية والأجنبية، ولنقرأ الكلمات التالية، الواردة في سِفْر((التثنية)) من التوراة((الفصل 18 الجملة 18)): ((أقيم لهم نبياً وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه)).

فإذا كان هذا الكلام لا تنطبق الا على((محمد)) فإنها تبقى غيرمتحققة ولا نافذة، فالمسيح نفسه لم يدَّعِ أبداً أنه النبي المشار اليه، حتى أن حوارييه كانوا على نفس الرأي، وأنهم يتطلعون إلى عودة المسيح مرة ثانية لكي تتحقق النبوة[1].

ووردت في إصحاح إشعيا، الإصحاح 21 الآيات (13- 17) تقول هذه النبوءة: ((وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر من بلاد العرب، تبيتين ياقوافل الدَّدَانيين، ويا سكان أرض تيماء، وافوا الهارب بخبزه، فإنهم من أمام السيوف هربوا، ومن أمام القوس المشدودة، من أمام شدة الحرب، فإنه هكذا قال لي السيد، في مدة سنة كسنة الأجير، يفنى كل مجد قيدار، وبقية عدد الأقواس، من أبطال بني قيدارتضْمحل)) إقرأ هذه النبوءات في

 ((أشعيا)) كما جاءت في سفرمن أسفارالتوراة التي تتحدث عن قدوم نورالله من فاران، فإذا كان إسماعيل قد سكن في قفار ((فاران)) حيث ولد له قيدار(عدنان) وه-و الج-د والسلف الأعلى للعرب، وإذا كان قد كت-ب على أولاد قي-دار (عدنان) أن يأتيهم الوحي من الله، وإذا كان على رعية قيدار أن تُبديَ تقبلهما للذبح المقدس تمجيداً ((لبيت عظمتي)) [2]  حيث كان الظلام يلف الأرض لقرون عديدة، ثم كان على تلك البقعة من الأرض أن

تس العدد من الرماة، وكذلك كل أمجاد الأبطال من أولاد قيدار، فإذا كانت هذه كلها تتلاشى خلال سنة واحدة، بعد الفرارأمام السيف المسلول، والقوس تقبل النور من الرب، فإذا كان كل ذلك المجد الذي تحقق لقيدار، وذلك المشدودة، فهل هناك من يعنيه هذا الكلام غير شخص واحد من ((فاران)) هو((محمد))؟! (حبقوق، الإصحاح الجملة 3).

فمحمد هو من نسل إسماعيل وبنيه، من قي-دار (عدنان) الذي استقرَّ في قفار الفاران، و(محمد) هو النبي الوحيد الذي تقبّل العرب عن طريقه ((الوحي الإلهي)) عندما كان الظلام يلف الأرض، ومن خلالة شعشع النورالالهي في فاران. ومكة هي البلد الوحيد الذي تمجَّد اسم الرب في بيته. وكذلك جاءت رعية قيدارتتقبل الوحي على مذبح بيت الله[3] ، فها هو محمد، قد اضطهده شعبه، فاضطر للهجرة من مكة[4].

وتحدث المؤلف عن عقيدة النصارى وعابهم بقول: والثالوث المسيحي أو النصراني بحكم اعترافه أو تسليمه، بتعدد الشخصيات في الإله، فإنه ينسب خصائص شخصية منفصلة لكلِّ شخص، ويستفيد من أسماء العائلة المشابهة لتلك الموجودة في المثولوجيا الوثنية، ولذلك لا يمكن قبول هذا التثليث على أنه المفهوم الصحيح للاله.

 فالله ليس أباً لإبن، كما ليس إبناً لأب[5] ، وليس له أُم[6] ، وهو أزلي لا أول له، أبدي لا آخر له[7] ، والإعتقاد بأن الله هو الأب، والله هو الأبن، والله هو الروح القدس، هذا الإعتقاد كفر صريح بوحدانية الله، واعتراف متهورٌ بثلاثة كائنات ناقصة، وهي سواء منفصلة أو متحدة معاً؛ لا يمكن والرياضيات كعلمٍ إيجابي تُتلِّمنا أن الوحدة ليست أكثرمن واحد ولا أقل، وأن واحداً لا يمكن أن يساوي واحداً + واحداً + واحداً، وبعبارة أُخرى فإنه لا يمكن أن يكون الواحد مساوياً لثلاثة، لأن الواحد هو ثلث الثلاثة.

وقياساً على ذلك فإن الواحد لايساوي الثلث. وبالعكس فإن الثلاثة لا تساوي واحداً، كما أنه معيار للمقاييس والأوزان من جميع الأبعاد والمسافات والكميات والزمن. والحقيقة فإن جميع الأرقام هي حاصل جمع الوحدة (1) والعشرة هي حاصل جمع عشر وحدات متساوية من نفس النوع.

 والذين يقولون بوحدانية الله في ثالوث من الأشخاص، إنما يقولون لنا، إن كل شخص ((اله قدير، دائم، أزليٌّ، وكامل، لكنه لا يوجد ثلاثة الهة قديرين موجودين ودائمين وأزليين وكاملين، ولكنه اله واحدٌ قدير)). وإذا لم تكن هناك سفسطة في المنطق المذكور أعلاه، فإننا سنطرح هذا ((اللغز)) الذي تُقدِّمُهُ الكنائس، ويكون طرحنا له بالمعادلة التالية:

 اله واحد = اله واحد + اله واحد + اله واحد

كذلك فإن: الهاً واحداً = ثلاثة الهة؟!...

أولاً: لا يمكن لاله واحد أن يساوي ثلاثة الهة، بل يساوي واحداً منهما فقط

ثانياً: بما أنك تسلّم بأن كل شخص اله كاملٌ مثل قرينَيْه، فإن استنتاجك بأن 1+ 1+ 1 = 1 ليس استنتاجاً رياضياً، بل هو ضربٌ من السخف!!..

فأنت إما مبالغ في عجرفتك، أو لجاجتك؛ عندما تحاول أن تثبت أن ثلاث وحدات، تساوي وحدة واحدة، لو أنك أجبن وأخوف من أن تعترف بأن ثلاثة تساوي ثلاثة. وفي الحالة الأولى، فإنك لن تستطيع أبداً أن تثبت حلاً خاطئاً لمسالةٍ ما بعملية زائفة، وفي الحالة الثانيةِ تنقصك الشجاعة بإيمانك بالهة ثلاثة. يضاف إلى ذلك أننا جميعاً – مسلمين ونصارى نؤمن بأن الله موجود دائماً، أو أنه دائم الحضور والوجود "Omnipresent " فما من فراغ أو ذرة الا وقد أحاط الله به [8]  وهيمن[9]  عليه[10].

تذكرة رائعة لهؤلاء يقول لهم ناصحاً: لابد لي من تذكيرالنصارى أنهم ما لم يؤمنوا بوحدانية الله المطلقة، وينبذوا الإيمانَ بالأشخاص الثلاثة، فإنهم يكفرون قطعاً بالاله الحقيقي وعلى وجه الدقة، يمكن القول بأن النصارى مشركون، ولكن باستثناء واحد، وهو أن الإلهة التي يعبدها الوثني الكافر خيالية وباطلة، بينما الإلهة الثلاثة للكنائس تتميز بطابع خاص بها، يكون فيه الأب– وهي صيغة مرادفةٌ للخالق – وهو الإله الوحيد الحقيقي، ولكن الإبن مجرد نبي وخادم لله[11]  وأما الشخص الثالث هو الروح القدس، فإنه واحد من الأرواح التي لا يحصيها عدّ، وكلها تعمل في خدمة الله [12].




[1] المصدر نفسه ص 31

[2] يقول البروفيسور عبدالاحدوالمشار إليه في الإصحاح 60 الجملة 7 هو بيت الله في مكة الحرام، وليس كنيسة المسيح، كما كان يعتقد المفسرون المسيحيون، المصدر نفسه ص 34

[3] إشارة إلى قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَال يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَال يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾. (الصافات:102) والذبيح هو سيدنا إسماعيل عليه السلام، واليهود يعتقدون أنه إسحاق عليه السلام، وقد ذكر تفصيل القصة ابن كثير في تفسير. أنظر تفسير القران العظيم، للإمام الحافظ ابي الفداء اسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774ه- دار الجيل بيروت – لبنان ط1 4/20

[4] محمد في الكتاب المقدس ص34

[5] كما رد القران على هذه المزاعم الباطلة بقوله: ﴿وَقَالتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (التوبة: 30).

[6] كما في قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ (الاخلاص: 3).

[7] كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (الحديد: 3).

[8] كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾. (الطلاق:12)

[9] كما قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الذِي لا الهَ الا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾. (الحشر:23)

[10] محمد في الكتاب المقدس ص47

[11] كما قال سيد المسيح عليه السلام معترفاً بعبوديته لله تعالى ساعة ولادته: ﴿قَال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً﴾. مريم:30 وقد أجاد وأفاد العلامة الشيخ رحمة الله خليل الرحمن الهندي بقوله: إنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حياً على الخشبة، ومزقوا ضلعه، وأنه كان يحتال في الهرب منهم، وفي الإختفاء عنهم، وحين عاملوه بتلك المعاملات، أظهر الجزع الشديد، فإن كان الهاً، أو كان الإله حالآ فيه، أو جزء من الإله، حالا فيه، فلِمَ لم يدفعهم عن نفسه، ولِمَ لم يهلكهم بالكلية، وأي حاجة به إلى إظهار الجزع منهم، والإحتيال في الفرار منهم، وبالله أنني لاتعجب جداً أن العاقل كيف يليق به أن يقول هذا القول، ويعتقد صحته، فتكاد أن تكون بداهة العقل شاهدة بفساده. وإما أن يقال، بأن الإله هوهذا الشخص الجسماني المشاهد، أو يقال: حلّ الإله بكليته، أو حلّ بعض الإله وجزء منه فيه، والأقسام الثلاثة باطلة، أما الأول: فلأن اله العالم لو كان هو ذلك الجسم، فحين قتله اليهود كان ذلك قولا، بأن اليهود قتلوا اله العالم، فكيف بقي العالم بعد ذلك من غير اله؟! ثم أشد الناس ذلاً ودناءة اليهود، فالاله الذي تقتله اليهود اله في غاية العجز. إظهار الحق، تاليف العلامة الشيخ رحمة الله خليل الرحمن الهندي – مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة – المركز الإسلامي للطباعة 1/431

[12] محمد في الكتاب المقدس ص47

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day