البحث
قصة إسلام رجل الأعمال البلجيكي (ن. أ)
حدثني الأخ محمد عيد[1] ؛ أنه التقى مع مهندس بلجيكي ينتمي إلى جماعة التبليغ والدعوة في الهند في مركزنظام الدين شيخ محمد الياس الدهلوي في نيو دلهي، وكان نصرانياً، ثم هداه الله تعالى إلى الإسلام، يروي الأخ محمد قصة إسلامه قائلا: تحدث هذا الرجل عن كيفية إسلامه قائلا: كنت من ذوي الأموال والنفوذ الواسع وأملك كل أسباب السعادة الدنيوية، من أموال وقصور ومصانع وسيارات وزوجة جميلة في بلجيكا، كنت على الديانة النصرانية، ومع ما منحني الله تعالى من العطاء الواسع، لم أكن أشعر بالسعادة، ولم أشعر بطعم النوم.
في أحد الأيام فوجئت بشيء لم يكن بالحسبان! جائتني السكرتيرة، فقالت لي: إن في استعلامات المصنع ثلاثة أشخاص يريدون مواجهتك والتحدث معك، فظننت أنهم يريدون مساعدة مالية؛ فقلت لها: إعطهم ما يشاؤون من المال، فرجعت السكرتيرة اليهم قائلة: إن المدير قد خولني أن أعطيكم المبلغ الذي تحتاجونه. قالوا: ولكننا لا نريد مالا، ولسنا بحاجة اليه؛ ولكننا جئنا لزيارته. قال: فتعجبت من جوابهم؛ وقلت في نفسي:هل هناك من يأتي إلى زيارتي من غير أن تكون له حاجة؟ وحتى أقاربي وأصدقائي لا يأتونني الأ ولهم مصلحة دنيوية في زيارتهم، وهذا حال أكثر الناس.
فقال للسكرتيرة: قولي لهم: أن المديروقته ضيقٌ جداً، لا يستطيع أن يأخذ من وقته الأ خمس دقائق.
فقالوا: نحن موافقون، فدخلوا عليه.
يقول (ن. أ): فلما دخلوا عليَّ وعلى وجوههم الهيبة والوقار، كأنهم ملآئكة نزلوا من السماء، قدموا الي هدية، ما هي هذه الهدية؟
إنها هدية بسيطة، هدية متواضعة، عطروسواك، ورغم بساطة الهدية لها قيمتها المعنوية، لذا شعرت أنهم يحبونني، ويريدون لي الخير.نعم الهدية لها أثرها الكبيرفي نفوس الناس، لقد حثَّ عليها نبي الإسلام محمد فخرالأنام r بقوله: ((تهادوا تحابوا)).
وبدأ الحوار
بدأوا معي بالحوارالهادىء، بالحوارالذي ينشرح إليه الصدر،ويطمئن إليه القلب، ويصيخ إليه الآذان، بدأوا يعرفونني بالإسلام، وأنه دين الرحمة والإنسانية للعالمين وليس حكرا لأحد، وليس في الدين الإسلامي تجاوزعلى أحد أبدا ولكنهم يدعون إليه من أجل إنقاذ الناس من عذاب النار
المسلم يلتزم بالعهد
المسلم الحق يفي بعهده إذا عاهد، ويعتقد أنه ينال من وراءه الأجر العظيم: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾[2].
فبعد خمس دقائق توقفوا عن الحديث معه، فقال لهم: أراكم قد توقفتم عن الحديث؟
فقالوا: هذا ما اتفقته معنا، فهذا العهد الذي بيننا خمس دقائق، لا نزيد عليها فقال: لآباس تكلموا فإن هذا حديث شيق لم أسمع مثله من قبل، إنتهى الحوار؛ ولكن المدير(ن. أ) لم يشبع من هذا الحديث الشيق، الكلام الذي يثلج قلب الضمآن، وتمنى المزيد. و للدعاة طريقتهم الخاصة في الموعظة وتقديم النصح للآخرين، وهي عدم الإطالة في الحديث مخافة السآمة، كما تعلموها من معلم الأمة، من رسولهم الكريم r كما جاء عن أصحابه الكرام، قولهم: ((كان رسول الله r يتخولنا في الموعظة مخافة السآمة))... فيبقى من يهوى حديثة متعلقا به وبحديثة، فإن الإكثارمن طعام واحد قد يمنع صاحبه من كثيرمن الأطعمة وكما قيل: رب أكلةٍ منعتْ أكلات... فلما أرادوا الخروج قال لهم (ن. أ): أين أجدكم إن أردت لقآءكم؟ قالوا: في المسجد القريب من مصنعك...
إنتهى وقت العمل في المصنع، وزاد شوقه للقائهم بعد فراق قصيرفالى اللقاء المرتقب، والى المفاجآت التي نسمعها.
لقاء بعد فراق قصير
يقول (ن. أ): ذهبت للقائهم في المسجد، وأنا معجب بهم؛ وبالأخلاق التي يحملونها، أهم بشر أم ملائكة؟! إنهم بشر ولكن لم أرَمثلهم قط في حياتي. وصدق الداعية الكبير محمد الغزالي رحمه عندما قال: المُعجبُ بك قد يذوب فيك[3]، فإن الذي يحبك يسمع حديثك وينصاع اليه، فكيف بمن يتكلم عن الوحي الإلهي الذي لامرية فيه، فكيف بالحديث عن الإسلام؟!!.
قال لهم (ن. أ) : أريد أن أصبح مثلكم؛ وعلى الدين الذي أنتم عليه؟
قال: فرحبوا بي وفرحوا فرحا عظيما، وتمنوا لي التوفيق.
ولله الحمد والمنة إعتنقتُ الإسلام ديناً، وأحببته حباً كبيراً.
حقا انه دين عظيم، وبه ملئت الفراغ الكبيرالذي كان سببا في شقائي، طيلة هذه السنوات.
الإبتلاء والمحنة
يقول (ن. أ): وبين أنا في غمرة هذا الفرح العظيم، ونشوة النصرعلى النفس الأمارة بالسوء؛ واجهت مشكلة كبرى، ليست المشكلة هذه المرة مع نفسي، لأنني ولله الحمد كبحت جماحها، وأخذت بزمامها، بعد أن كنت ضعيفا منقادا لها. إن المشكلة هذه المرة مع زوجتي التي هي شريكة حياتي حيث أنها قد اعتادت الذهاب إلى الحفلات وأماكن اللهو وأنها تحب المال بل تعبد المادة، وكيف تكون هذه المرأة زوجة لي بعد اليوم؟ فلابد لي أن أقرر مصيري معها منذ اليوم؛ بعد أن أصبح هذا الدين العظيم رأس مالي، فلابد لي أن أضحي من أجله كل ما أملك، لا قيمة للمال والزوجة التي لا تتخلق بالأخلاق الفاضلة، ليس أمامي الأ حياة الجد والمصارحة مع الزوجة؛ من أجل من إرضاء الله تعالى، هذا هو الطريق الذي أنال فيه السعادة الحقة، وأجد ضالتي المنشودة التي كنت أبحث عنها طيلة هذه السنوات، ما الذي قدمه لي المال والجاه والزوجة الجميلة؟ ليس غيرالشقاء والعناء، لم أجد في حياتي الأ ضنك العيش، وأكثر الناس يعتقدون – ومع الأسف - أن ضنك العيش، الحاجة الماسة إلى المال، لا..لا.. السعادة ليس في جمع المال لقد تبين لي أن الإضطرابات النفسية، والأرق والحزن العميق كلها كانت بسبب بعدي عن منهج الله تعالى، والفراغ الكبيرالذي كنت أعيشه، نعم.. نعم، كلها بس-بب إعرضي عن منهج الله سبحان-ه، كم-ا ق-ال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى* قَال رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرا*قَال كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى﴾[4].
والآن الحقُّ قد أصبح واضحاً أمامي كالشمس في رابعة النهار؛ لأبدأ حياة الإسلام، حياة الرجولة، فلابد لي أن أقاوم كل أعدائي الذين كانوا سبب شقائي، أولهم الشيطان الذين أضلني عن الصراط السوي، علي أن أقاطعه
الى الأبد، كما أمرني الله: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾[5].
حقاً لا يملىءُ فراغ الإنسان الا الإيمان الصّحيح بالله سبحانه...
قبل أكثر من عشرين عاماً قرأتُ كتاباً عنوانه: دع القلق وابدأ بالحياة، فقد حاول المؤلف بأفكاره القاصرة أن يعالج ما يعانية الشاب من القلق النفسي في سنِّ المراهقة...
أتعلمون أنَّ المؤلف قد مات منتحراً؟!
إنَّه لم يستطع حلَّ مشاكله وهمومه، فكيف يقدر حلَّ مشاكل غيره؟
أمّا المسلم، فإنَّه يجد العلاج الشافي للأمراض النفسية في كتاب ربِّه، قال تعالى: ﴿الذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ الاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾[6].
يقول (ن. أ): نعم عليَّ أن أُعالجَ مداخل الشَّيطان، عليَّ أن أتَّخِذَهُ عدواً كما أمرني ربي بقوله : ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾[7].
وواجبٌ عليَّ أن أُجاهد نفسي الأمارة بالسوء كما أمرني ربي سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾[8].
فيجب، علي أن آخذ بزمامها، لأكون قائدها، ولا أكون عبدا ذليلا للمال، فإنني كنت فيما مضى عبداً له؛ بخلاف ما أراده الإسلام، بقول نبي الإسلام r: ((تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم))، عليَّ أنْ أسخِّر مالي من أجل آخرتي...
وأما الذي أقف عندها الآن الزوجة، فلا بدَّ أنْ أكونَ أمامها رجلاً شجاعاً جلداً صريحا؛ وهي قد تهيأت للذهاب إلى الحفلة
قلت لها وبكل صراحة: أما تعلمين أنَّ هذه الأعمال التي تقدمين اليها منكرة لايرضاها الله تعالى، وتأباها الفطرة السوية؟
أصارحكِ القول إنني قد أسلمت، فديني يأمرني أن آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، فإن كنتِ تريدين حياة السعادة الحقة أسلمي لله رب العالمين، واتركي سبل الشَّر، ليس بيني وبينكِ لقاء بعد اليوم؛ إن لم تستجيبي لدعوتي، بل مصيركِ الطلاق.
قالت وباستهزاء وسخرية: لكَ دينكَ وليَ ديني، فلا تتدخل فيما لا يعنيك، ولا أتدخل فيما لا يعنيني!!
وعلى الفورأتصلتُ بإخوتي الذين كانوا سبب هدايتي؛ وأخبرتهم بالحوار الذي دار بيني وبين زوجتي..
فقالوا: إهدأ ياأخي لا تتسرع، وإياك أن تفتح لنفسك باباً لا يمكن غلقه، فأعداءُ الإسلاميحاولون تشويه صورته الناصعة ونحن لا نريد أن يقال عنك أنك عندما أسلمتَ أصبحتَ فقيراً، وطلقتَ زوجتك ووووو...ولكن ادع الله تعالى لها بالهدآية، وحاول معها مراراًعسى الله أن يهدي قلبها للإسلام.
ما أجمل هذه الكلمات، إنها تبعث الحياة في القلب، وهي تذكرنا بقول الله تعالى لموسى: ﴿اذْهَبَا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[9].
فقد بعث الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون الذي إدَّعى
أنه اله، وزوجتي لم تكن بهذا المستوى من الكبرياء، ولم تدعي شيئاً من هذا القبيل، إذن الأمر أخف، فعليَّ أن أسلك أسلوباً آخر لهدايتها...
يقول: فذهبت إلى البيت، وأنا أفكر في الطريقة التي أتعامل معها، من أجل إقناعها، كيف تكون البداية؟
وبعد مراجعة سريعة لحياتها؛ وقع في نفسي أن المال هو الشيء الوحيد الذي به أستطيع إقناعها.. نعم المال... أهم شيء في حياتها جمع المال!!
الداء والدواء
نعم الكفر داءٌ ومرضٌ طارىء لبني آدم، والإيمان هوالأصل والفطرة التي يولد عليه الإنسان، هو الدواء والعلاج الناجع له، فلابد لي أن أقوم بهذه المهمة الصَّعبة، من أجل هدايتها، ولكنني أعتقد أنها سهلة؛ لمن سهل الله عليه، فتوكلت على الله تعالى فقلت لها: ما رأيك أن أعقدَ معكِ صفقة تجارية رابحة؟
قالت: لامانع لديَّ، ولكن ما هي هذه الصفقة التجارية الرابحة؟؟؟
تجارة مواد غذائية...طبية...سيارات... عقارات؟
ولكن الذي في نفس الأخ (ن. أ) الإيمان بالإسلام، فإن الإيمان بالله واليوم الآخر تجارة رابحة يقيناً: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ اليمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[10].
فقلت لها: لا خسارة في هذه الصَّفقة التجارية، والرّبحُ مضمون مائة في المائة، تُصلّين كلِّ يومٍ كما أُصلي، وأعطيكِ عن كلِّ صلاةٍ 20 دولاراً..
فقالت على الفور: كمْ وقتاً تصلون في اليوم؟
قلت: خمس أوقات
وإذا بها قد أخرجت من جيبها حاسوباً صغيراً فضربت20 × 5 = 100دولارفي اليوم 100 × 30 = 000 3دولارفي الشهرفإذا هو مبلغ كبير!!!
قالت: إتفقنا أنا موافقة، ولكن علمني كيف أصلي؟
يقول: أحضرت لها كتاباً في تعليم الوضوء والصلاة، فلم تخرج من الدار مدة يومين إلى أن تعلمتِ الوضوء والصلاة، ثم خرجت من غرفتها لأداء الصلاة وهي بكامل حجابها الإسلامي، وهي تقول لي: سوف أبدأ بأول صلاة أصليها، وحسب الإتفاق الذي اتفقنا عليه...
وقفت مستقبلة القبلة وقالت: الله أكبر.. نظرت اليها: ما أجملها من مشهد! ولكن بدأ الحزن يفطرقلبي، وانهارت قوتي وأنا أنظرالى زوجتي، تركعُ وتسجدُ ولكن ما فائدة هذه الصلاة؟
إنها باطلة قطعاً، لأنها ليست لله، إنها صلت من أجل عرض زائل، من أجل مال متواضع لا قيمة له، لكم تكلمت معها عن الجنة والنار، والثواب والعقاب، ولكنها لم تبالي بما قلت، ماذا أفعل؟ كيف السبيل لإرضائها وإقناعها وهدايتها إلى الإسلام؟؟
دخلت غرفتي: وأنا أبكي وأناجي ربي: يارب يارب يارب، أنا فعلت ما في وسعي، جعلتها تقف بين يديك محجبة متوضئة مصلية، وهي تردد الكلمات التي تحبها، يارب إقذف الإيمان في قلبها..
وبينما أنا مضطجع في فراشي أناجي ربي في جوف الليل، وهويسمعني ويراني ويعرف ما أريد فهو أملي ورجائي، فإذا بي أسمع صراخها وعويلها
أسرعت اليها لأرى ما الذي جرى لها... ما الذي أصابها!!!!!
دخلت غرفتها مسرعاً وهي تصيحُ وتصرخُ بأعلى صوتها...
قلت لها: ما الذي أصابك ِ؟
فأجابت وهي مرتبكة خائفة فزعة: رأيتُ في المنامِ أنَّ القيامة قد قامت، وأن الناس انقسموا قسمين، قسم إلى الجنة وقسم إلى النار، وكنت في البداية مع أهل الجنة، وأنا أسيرفي موكب مهيب، ومن أمامي وخلفي عدد كبيرمن الخدم، ولكنني عندما وصلت باب الجنة، فإذا أمامي على باب الجنة ملآئكة!!
قالت الملآئكة: إلى أين تذهبون بهذه المرأة؟!!
قالوا: إلى الجنة
قالت الملآئكة: ولكنها لم تصلي لله تعالى، ولاحبا لرسول الله r، ولكنها صلت من أجل المال، والأعمال بالنيات، فلا تستحق هذه المرأة الجنة، خذوها إلى النار...
فغيروا طريقهم... إلى أين؟ إلى النار!!!
فقلت في نفسي وأنا في المنام: أين الأموال التي جمعتها؟
أين الملابس الجميلة التي كنتُ أرتديها؟ أين الحلي والجواهرالثمينة؟
أين الجاه أين كذا وكذا.. أين... أين؟
ولكن ما فائدة الندم؟
وصلنا إلى باب جهنم: أمرت بالدخول، فإذا بخزنة جهنم، ومعهم السلاسل وثياب من النار[11] ، فالبسوني الثياب، ووضعوا قيداً على رقبتي وهم يجرونني إلى أعماق الجحيم، كلما دخلت وتوغلت في أعماقها، لاأجد لها قراراً... أعلاها نار وأسفلها نار والى أين الفرار؟!!
لقد هابني الموقف، وبدأت أصرخ حقيقة وأقول: سوف أتوب، سوف أتوب وأصلي لله وحده، لا من أجل المال...
قمت من منامي خائفة مرعبة مرهقة، كأنني مجنونة...
قلت لزوجي: منذ الآن أنا مسلمة سوف أصلي لله، لا حاجة لي بالدولار، وإنما أطلب رضى ربي...
قال لي راوي القصة: إن الأخ البلجيكي الذي أعلن إسلامه أقسم بالله، قائلاً: إن زوجتي بعد أن رأت هذه الرؤية، أسلمت على يديها أربعمائة إمرأة بلجيكية، حيث كانت تقص على النساء رؤيتها، فيتأثرن بها، ويدخلن الإسلام.
ما أروعها من قصة، وما أبلغها من موعظة، وما أصدقها من توبة، والسعيد من اتعظ بغيره[12].
[1] مستشار قانوني في وزارة الصناعة، وقد حدثني عن هذا الرجل البلجيكي الذي أسلم، ولكن مع الأسف قد نسي اسمه.. والعبرة من القصة لامن الأسم. لذا أشرت إلى اسمه بالرمز (ن. أ) الإستدلال من القران والسنة، وصيغة الحوار من كلامي الخاص لكي تكون القصة مشوقة..
[2] سورة الفتح الآية 10
[3] مع الله، محمد الغزالي ص 286
[4] سورة طه الآية 126- 124
[5] سورة الرعد الآية 6
[6] سورة الرعد الآية 28
[7] سورة فاطر الآية 6
[8] سورة يوسف الآية 53
[9] سورة طه الآية 24
[10] سورة الصف الآية 10 - 11
[11] وثياب أهل النار مذكور في القران الكريم بقوله سبحانه: ﴿فَالذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَار﴾ سورة الحج: من الآية19
[12] من الأمثال العرب