البحث
قصة إسلام إيطالي
يقول الدكتور يوسف القرضاوي: ومن قريبٍ حضرتُ مؤتمراً للمسلمين في إيطاليا، ولقيت مسلماً إيطاليا، فعرفتُ عن سبب إسلامه: أنه وجد مسلماً مغربياً يعملُ بائعا متجولا في البرد الشديد، فساله: ما الذي يوقفك في البرد الشديد؟ قال: أطلب رزق الله
قال الإيطالي: وهل تكسب ما يكفيك؟
قال: الحمد لله، ما أكسبه يكفيني بعضه، وأرسل الباقي الي أبويَّ وإخوتي في المغرب
قال: وهل أنت مسؤول عنهم؟
قال: نعم، رضى الله في رضا الوالدين، وصلة الرحم تطيل العمر[1].
قال الإيطالي: يعني أنت راض عن حياتك هذه؟
قال: الحمد لله، رضا يديمُ نعمته عليَّ
قال الإيطالي: ومن أين تعلمت هذا؟
قال المسلم المغربي: ديننا علمنا هذا: ((ارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس)) [2].
قال الإيطالي: فكيف لي أن أعرف دينكم؟
قال المغربي: أدلك على المسجد لتقابل إمامه وهو يشرح لك فأنا رجل أمي
وذهب الإيطال مع المغربي إلى المسجد، ولم يكن ممَّن يحافظ على الصلاة أو يرتاد المسجد، وما هي الأ أيام حتي دخل الرجل في الإسلام، وحسن إسلامه، وأصبح من الملتزمين الغيورين الداعين إلى الإسلام[3].
ورغم أن القصة قصيرة، ولكن فيها درس بليغ لم قصِّرفي عرض الإسلام عرضاً صحيحاً، فعلينا أن نعلم أن أخلاق المسلم دعوة، وكم من مسلم يعد نفسه من الدعاة ولكنه بمزاجه الحاد، وتعامله الغيرالمتوازن ينفِّرالناس عنه بخلاف ما كان عليه رسول الهدى r من الأخلاق والموصوف بقوله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[4].
فما أحوجنا اليوم إلى أمثال هذا الإيطالي الذي أسلم، لآ أنه زاد عدد المسلمين شخصاً واحداً..لا...لا... وإنما يكون داعياً إلى الله تعالى، ويذكرفي المحافل الدولية والمؤتمرات العامة والخاصة محاسن الإسلام عن مشاهداته الحقيقية لمسلم يترجم أخلاق الإسلام إلى واقع عملي ملموس لامجرد مسلم وكفى، وقد يكون المسلم التقليدي عاراً على الأمة التي ينتسب اليها...
[1] إشارة إلى ما رواه البخاري في صحيحه، في كتاب الآداب، باب من بسط له فالرزق بصلة الرحم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ((من سرّه أن يُبسط له في رزفه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)). صحيح البخاري 5/2232 برقم 5639
ومعناه هنا: البركة في العنل: أي رغم قصر عمره، فإن الله تعالى يبارك له فيه، بمضاعفة الأجر.
[2] جزء من حديث رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة t وحسنه في الجامع الصغير 100
[3] الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، لفضلة الدكتور يوسف القرضاوي، مؤسسة الرسالة – بيروت لبنان ط1 –1421ه- - 2001م ص 18 – 19
[4] سورة القلم الآية 4