1. المقالات
  2. لماذا اعتنقنا الإسلام دينا؟ _ سفر أحمد الحمداني
  3. قصة إسلام يوسف استس

قصة إسلام يوسف استس

الكاتب : سفر أحمد الحمداني

أجرى الحوار: رجب الدمنهوري

قصة إسلام الدكتور يوسف استس، الذي يعد أحد عمالقة الفكرالإسلامي المعاصر، والذي كان من دعاة النصرانية فهداه الله تعالى إلى الإسلام. كثيرون يتركون معتقداتهم، حتى لو كانوا من أشد المتعصبين لها، ويتحولون إلى نورالإسلام واليقين، بعد أن قذف الله في قلوبهم الإيمان، وشرح صدورهم للإسلام، ووضع أيديهم على الحقيقة المطلقة،وما ذلك الأ ترجمة للآية الكريمة: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[1].

أحد هؤلاء هو الداعية الإسلامي الكبير د. يوسف استس الذي زار الكويت مؤخراً بدعوة من لجنة التعريف بالإسلام، والقى العديد من المحاضرات عن الإسلام في الغرب، وتجربته في الدعوة إلى الله، ولمكانة هذا الداعية

وجهوده الإسلامية الكبيرة التقته ((العالمية)) وأجرت حواراً موسعاً معه، قام بترجمته: أيوب صالح هارون وفيما يلي تفاصيل الحوار:

أسرة متعصبة  

س - نودُّ أن تحدثنا عن نشأتكم، وكيف كان حال أسرتكم قبل إسلامكم؟

ج - نشأتُ في أُسرةٍ متعصبة للنصرانية، فأبي كان قسيساً، وجميع أفراد عائلتي كانوا دعاة للنصرانية، وكنت أشدهم تعصباً، وكان هدفي دائماً هو تنصير الناس لا لكي يصبحوا نصارى عاديين، وإنما لكي يكونوا دعاة للنصرانية، وأُسرتي كانت تعمل ضمن جماعة يهودية من أشد الناس عداوة للإسلام، وكانت تنفق بسخاء على الأنشطة التنصيرية، ومن بين أخطرهذه الأنشطة إظهار الإسلام بصورة سلبية ومنفرة، كما كانت أُسرتي تذهب إلى الكنيسة كل يوم أَحد، وكانت منغلقة جداً.

رحلتي إلى اليقين

س- في ظل هذا التعصب الأعمى، كيف وقعت المعجزة، واعتنقتم الإسلام؟ بل وتحولتم من داعية للنصرانية إلى داعية للإسلام؟

ج – يعود الفضل إلى الله تعالى، ثم إلى شاب من صعيد مصر يدعى محمد عبدالرحمن، هذا الشاب دخل مع والدي في علاقة تجارية عام 1991 ودعاني والدي لمقابلته والتعاون معه، فرحبت بالفكرة للوهلة الأولى، لرغبتي في أن أتعرف على حضارة مصر القديمة، ولماذا يؤمها السواح؟ لكن حينما استطرد والدي وذكر أن هذا الشاب مسلم، ترددتُ في التعامل معه، لأن الإسلام في ذهني كان يعني أن المسلمين يعبدون صندوقاً أسود في الصحراء (يقصد الكعبة) ويقبلون الأرض خمس مرات في اليوم (يقصد الصلوات الخمس) فضلاً عن أنهم إرهابيون ولا يعرفون رباً، وتساءلت كيف أتعامل مع هؤلاء الكفار؟!!!

لكن أمام الحاح والدي وإصراره بوصفه لهذا الشخص بأنه مهذب وخلوق، وافقت على مقابلته بعد أن سيطرت عليَّ فكرة تنصيره، وضربت معه موعداً في أحد أيام الأحد بعد عودتي من الكنيسة، وفي اليوم المحدد التقيته وكان معي الكتاب المقدس والصليب، وكنت أرتدي قبعة مكتوباً عليها عيسى هو الرب، وعندما قابلته وجدتً هيئة وصورة مغايرة تماماً للصورة التي انطبعت عنه في ذهني، فقد كنت أعتقد أنني سأُقابل شخصاً كبيراً في السن، تظهر عليه ملامح الرجل الإرهابي، يرتدي جلباباً قصيراً، وصاحب لحية كثة، ويلبس عمامة، ومقطب الوجه، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، فقد قابلت شاباً أصلع، لا لحية له يرتدي ملابس عصرية وجهه بشوش، إبتسامته لا تفارقه، وهذا الأمر كان مدهشاً، فقد أحببته حباً عجيباً وشعرت تجاهه بالإرتياح، حاولت مقاومة هذه المشاعر، وصممت على بذل كل المحاولات لتنصيره فما زالت الصورة الإرهابية للمسلمين لا تفارقني.

 جهود مكثفة

في بداية اللقاء رحب بي، وبدأ بمصافحتي، فقلت في نفسي إنه جدير بأن يكون داعية للنصرانية، وسالته: هل تؤمن بالله؟ أجاب: أجل، واحد لا شريك له. ثم سالته، هل تؤمن برسالات آدم وموسى وعيسى، قال: أُؤمن بجميع الرسالات السماوية، ومن بينها الإنجيل، إذ لايكتمل إسلام المرء الا بذلك... كانت إجاباته مدهشة وغير متوقعة. قلت في نفسي، لابد من قراءة الإسلام، واستمررت بمحاججته، فدعوته لكي نتناول الشاي في أحد المقاهي، وجلسنا نتناقش في موضوعي المفضل وهو قضية المعتقدات لمدة ساعات طويلة، وقد استمع إلى حديثي بدقة وانتباه شديدين، وعندما سالته عن إمكانية أن يرتد عن دينه ويعتنق النصرانية، قال: ليس عندي مانع لكن بشرط أن تثبت لي أن النصرانية صحيحة، وتقدم لي الأدلة والبراهين على ذلك، أدهشني بهذه الإجابة، وقلت ان امرتسييره يبدو سهلاً، وبدأت أُشجع والدي على الإستمرار معه في الأعمال التجارية، بل ودعوته لكي يعيش معنا في بيتنا الكبير ببلدتنا في ولاية تكساس، وكان لدينا العديد من المنصَّرين، وكنا نجتمع كل ليلة للحديث في الدين، وحاولة إثبات النسخة الأكثر صحة من الأناجيل المختلفة، فأبي كانت له نسخته من الإنجيل، وأنا لدي نسخة أُخرى، وزوجتي لديها نسخة جيمس سواجارت،وكان يعيش معنا قس كاثوليكي كان لديه الكتاب المقدس الكاثوليكي،كما كان لديه أيضاً 7كتب أخرى من الإنجيل البروتوستانتي، والى جانب هذه المناقشات كنا قد كشفنا جهودنا لكي يتحول محمد إلى النصرانية. وما أثار دهشتي أنني سالت محمداً عن عدد نسخ القران منذ فترة ظهوره قبل 1400 عام، أخبرني، لايوجد سوى مصحف واحد وأنه لم يتغير، وأن الله تكفل بحفظه، كما أن صدور الملايين من المؤمنين قد حفظته،هذا بالطبع كان أمراًعجيباً، أننا لا نستطيع حفظ الكتاب المقدس ومعرفة معانيه[2].

وهكذا بقي محمد معنا لمدة ثلاثة أشهرعلى هذه الحال، وذات يوم فوجئت أن القسيس الكاثوليكي إصطحب محمداً إلى المسجد، ليتعرف على عبادة المسلمين، ثم عاد مسلماً، ودار حوار بيني وبين القسيس الذي كان يعرف بالأب بيتر جاكوب، فتأكدت أنه أسلم، وبعد إسلامه بيوم واحد أعلنت إسلامي، ثم تبعتني زوجتي ثم أبي، وهكذا بدأ الكثير من القساوسة وأصحاب الشرائع الأخرى يتركون معتقداتهم ويعتنقون الإسلام.

أخواتي متعصبات

س- كيف كان رد فعل عائلاتكم ازاء اعتناقكم للإسلام؟

ج- لقد رحب والدي بذلك وكأنه كان يتهيأ للإسلام الا أنه تأخر بعض الوقت قبل أن ينطق بالشهادتين، أما والدتي فإنها في البداية رحبت – مثل أبي – بالفكرة لكن اخواتي وكن متعصبات على عقيدة التثليث، وقد فارقت الحياة للأسف دون أن تسلم.

س- وماذا كان رد فعل الكنيسة بعد إسلامكم؟

ج- لقد لاقاني أحد زملائي في السوق بوجه عبوس، لأنني أدبرت عن عيسى عليه السلام كما يتصور، وبعضهم جن جنونه لما حدث، والبعض الآخر استبد به الغضب، وهؤلاء من شدة تعصبهم لم يهتموا بأن يعرفوا عن الإسلام وتعاليمه.

س- كيف تعامل معك أصدقاؤك وأقرباؤك بعد الإسلام؟

ج- دخولي الإسلام لم يعجب الكثيرين، فقد أصاب إخواني الذهول، وعاملوني بعد ذلك مثل الكلب! أو أسوأ منه! والآن يردون على مهاتفاتي كلما تحدثت إليهم، والبعض قطعوا علاقاتهم بي جملة وتفصيلاً، وبعض أصدقائي الحميمين أسلموا، أو على الأقل نبذوا فكرة عيسى هو الله أو ابن الله.

كن على الفطرة

س- وهل أسلم أولادكم؟

ج- نعم بناتي صغيرات، وما زلن على الفطرة ثم نشأن في أحضان أبوين مسلمين، ومن الطبيعي أن يكن مسلمات، وقمن بتربيتهن تربية إسلامية، وزوجتي وبناتي يرتدين النقاب.

س- في تقديركم ما سبب عدم إسلام جميع أفراد أُسرتكم؟

ج- السبب - في الغالب – أنهم لا يريدون الإسلام بسبب ما تبثه وسائل الإعلام من صور شائنة عنه، كما أنهم بحكم انغلاقهم وتعصبهم لم يكلفوا أنفسهم البحث عن الحقيقة، لكن بمرور الوقت وبالمعاملة الطيبة، سيتبين لهم الحق ويعتنقون الإسلام.

الإعلام زادهم عتواً

س- وهل أسهم إسلامكم في فتور البعض عن الدعوة للنصرانية؟

ج- في- الأغلب الأعم – أنهم ازدادوا عُتُواً وكرهاً للإسلام والمسلمين، وتعصباً للنصرانية، وإذا سألت عن السبب أقول: مرة أُخرى، وسائل الإعلام هي التي شوهت الإسلام في أذهانهم، ثم بعض التصرفات الشاذة لبعض المسلمين، فضلاً عن استعداد هؤلاء للتعرف على دين جديد.

 أفخر بالإسلام

س- ماذا خسرتم بسبب إسلامكم وماذا كسبتم؟

ج- لقد خسرنا تجارتنا المتمثلة في شركة للغناء، ومعاملات مالية وأعمال مقاولات وغير ذلك، وقد كاد لنا الكثيرون وتهجموا علينا، لدرجة أن منزلنا تعرض للسرقة حينما ذهبنا لأداء فريضة الحج، غير أنه الخسارة المادية أمام المكاسب العظيمة التي حصلت عليها أسرتي (من أسلم منها) فهي بسيطة جداً ولا قيمة لها، لأننا كسبنا الله ورسوله، والحياة في ظل الراحة النفسية والطمأنينة والسعادة، وأفخر بأن الله عز وجل قد وفقني لدعوة الكثيرين إلى الإسلام من خلال المحاضرات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وموقع الإنترنيت.

س - ما الدورالذي تقومون به من أجل نشر الإسلام وتوضيح صورته الحقيقية؟

ج – نشاطاتي في هذا الشأن كثيرة، فأنا أعمل ممثلاً لندوة الشباب الإسلامي في أمريكا، وموفداً إلى قمة السلام للقيادات الدينية التي ترعاها الأمم المتحدة، ومقدماً لبرامج إذاعية وتلفزيونية ونشرات يومية على الإنترنيت من خلال موقع Today Islam ونحن ننشر كثيراً من الأشرطة السمعية والبصرية في مختلف أنحاء العالم، وفي أحاديثنا ومحاضراتنا وبرامجنا نتعَّرضُ للقضايا الشائكة التي يثيرالبعض حولها الشبهات، مثل مكانة المرأة في الإسلام، وكيفية التعامل معها، والجهاد وفلسفته، وأركان الإسلام، وعلاقة المسلم بالآخر.

س- كم عدد من أسلموا على أيديكم ومن خلال برامجكم وجهودكم؟

ج- أسلم المئات بل الالوف، ولكن كل ذلك بفضل الله تعالى، وليس لنا أي فضل فيه الا أننا نقوم بواجبنا الديني في شرح كلمة الحق، وتبيانها للغافلين وبيان الحق من الباطل، والله عز وجل هو الذي يهدي: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[3].

بعضهم يعاملني بلطف

س- كيف ينظر الأمريكيون اليك كداعية إسلامي؟

ج- بعض القساوسة يعاملونني بطريقة غيرلائقة ويحقدون عليَّ، ويتمنون لي الموت، وبعضهم يعاملني بكل احترام وتقدير،ولا سيما الذين التقوابي وتحدثوا معي، فمن وظائفي انني القي خطبة الجمعة في (واشنطن دي سي) والقس المسؤول هناك يعاملني بكل لطف وأدب، وكثير الإتصال بي في المنزل للتشاوروحول أفضل السبل لمساعدة المسلمين وتلبية مطالبهم.

س- ما رأيك في الكيفية التي يتناول بها الإعلام الأمريكي قضايا الإسلام والمسلمين؟ وكيف يمكن مواجهته؟

ج- إنه إعلام متحيز ضد الإسلام والمسلمين، إعلام موجه، له أهداف معينة الغرض منها تشويه الإسلام وإظهار المسلم في صورة الإرهابي، وأنا أُسميه إعلام إبليس، وأما المواجهة فتحتاج إلى استراتيجية مدروسة وطموحة، وميزانية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات وذلك لشرح مبادىء الإسلام والتعريف بها على نطاق واسع، وإذا كان المسلمون غير مستعدين لهذا الدور فسوف تطول بنا فصول هذه الإساءات والإفتراءات التي تبثها وسائل الإعلام.

س – ما مدى صحة الأنباء التي تواترت عن أن كثيراً من الأمريكيين اعتنقوا الإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر، وهل لديكم أرقام محددة؟

ج – لاحظنا بالفعل زيادة كبيرة في أعداد الذين أسلموا بعد أحداث سبتمبر الماضي، وليس لدي أرقام محددة، فالله هوالأعلم بها، والنسب المتداولة هي مجرد توقعات وتقديرات، ولكن أستطيع القول بأنه بسبب علاقاتي الواسعة مع جهات عديدة مثل السجون والجامعات والمدارس ورواد المساجد وغيرها من أماكن التجمعات، فقد تأكد أن عدد من أقبلوا على الإسلام قد ازداد بشكل لافت للنظر، ولكن لم يكن هناك تعداد جازم بعددهم.

أقول: ما سبب هذا الإقبال الملفت للنظرلإعتناق هؤلاء للدين الإسلامي؟

يجيبنا لهذا السؤال فضيلة الداعية الكبير عبدالحميد محمود طهماز قائلاً:

ورُبَّ ضارة نافعة، فالأثر الإيجابي الوحيد لما حدث أن كثيراً من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية أقبلوا على شراء الكتب الإسلامية، لكي يعرفوا حقيقة الإسلام، فقد تأثَّروا بحملات التبشير بالإسلام، فدفعهم الفضول إلى معرفة الحقيقة، حتى ذكرت وسائل الإعلام المختلفة أن جميع الكتب التي تتحدث عن الإسلام والمعروضة في مكتباتهم قد بيعت ونفدت من الأسواق، وازدادت نسبة المعتنقين للإسلام، حتى بلغ عددهم في خلال الأشهرالثلاثة الماضية خمسة وعشرين الفاً[4] ؛ في الولايات المتحدة الأمريكية فقط[5].

س- هل ما يتردد عن أن النساء أكثراقبالاً على الإسلام من الرجال صحيح وما سبب ذلك؟

ج – عدد النساء اللائي يدخلن الإسلام في جميع أنحاء العالم وبخاصة في الغرب وبشكل أخص في أمريكا أكثرمن الرجال، والسبب الرئيس هو تعرضهن للمعاملة السيئة وانتهاك كرامتهن وعدم احترام أدميتهن فلا مجال لهن للعيش كنساء طبيعيات في هذه البيئة المفتوحة على مصراعيها[6] ، والدليل على ذلك أن كثيرات يتحولن إلى رجال وبعضهن يقلدن الرجال في كل شيء، ويصل الحال بهن إلى درجة أن يتزوجن من نساء مثلهن، ثم الإتجاه نحو تبني الأيتام وتربيتهم وهذا في الحقيقة جنون وحياة غير طبيعية!!

س- هذا يدعونا إلى الحديث عن الإنحلال الخلقي وتيارات الإباحية المنتشرة في الغرب، ما الأسباب في نظركم؟

ج – وسائل الإعلام في أمريكا تعكس واقع الحياة هناك، حيث شيوخ الكفر والملاهي والمخدرات والكحول والجنس واللهث خلف الماديات، والفراغ الشديد، وإضاعة الأوقات في مشاهدة برامج تافهة وغيرذلك، كل هذه الأمور أسهمت بشكل مباشرفي تفكيك الأسر والمجتمعات، والسبب الأدهى هوالعقيدة الباطلة التي يعتقدونها، فقد انفصلوا كلية عن الحقيقة وشرعوا يلهثون وراء المشاعر إلى غيروجهة محددة غير وجهة الإعلام الشيطاني.

سؤال أخير: ما مستقبل الإسلام في الولات المتحدة، وهل صحيح أن للإسلام مستقبلاً مشرقاً هناك؟

ج – الإسلام هو الأمل والمستقبل الوحيد في الولايات المتحدة الأمريكية، ودون أدنى شك أن هذا البلد يحتاج إلى الإسلام وتعاليمه المبينة، ولهذا فإننا نعمل في أمريكا داخل منظمات ومؤسسات تعتمد الية التنسيق والتعاون من أجل تقديم وتوفير الكتب والمصاحف والنشرات الإسلامية وأشرطة الفيديو وغيرها في متناول المسلمين، وبالأمس القريب بدأنا توزيع الC.D، وبالتأكيد إذا لم نضع أمريكا في بالنا وضمن جهودنا الدعوية فسوف نخسر كثيراً، فنحن نصارع من أجل البقاء، ولنعلّم أبناء المسلمين القران الكريم دراسة وحفظاً، وكذلك اللغة العربية وعلومها، حتى يقوموا بواجبهم في نشرهذه الدعوة، فهم أمل الإسلام في الغد[7].

 وهذا موجزمن حياة هذا المسلم الذي بين لنا بوضوح تام سبب حقد بعض الغربيين على الإسلام والمسلمين بسبب التطرف عند البعض،علماً على يقين أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام الحق، بل الإسلام دين الرحمة بكل مخلوق بشراً كان أم حيواناً ودين الإنسانية مسلماً كان أم غيرمسلم. وقد ذم القران الكريم العنف بكل أنواعه، ودعا إلى اللين والتسامح، وترجم نبي الإسلام هذا المنهج إلى واقع لمسه المشروكون، فدخلوا في دينه، ولولاهذا النهج لما نجح رسول الله r في دعوته، فقد أخبرنا القران الكريم عنه بقوله:

 ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[8].

فالواجب الشرعي يدعونا أن نعطي للإسلام صورته الحقيقية، وعدم تشويه هذه الصورة، لكي نقيم الحجة على أعداء الإسلام والمسلمين، ولكي نقول لهم، هذا هو الإسلام...

 



[1] سورة القصص الآية 56

[2] بخلاف القران الكريم المنزل، يسّرالله تعالى حفظه للناس، ومعرفة معانيه لأهل العلم بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القران لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾. (القمر:17)

[3] سورة القصص الآية 56

[4] أي في الأشهر الأولى من حادت سبتمبر، والكتاب قد الف في 4/11/1422ه-، الموافق 18/1/2002م ولم ينشر في حينه

[5] الإنسن في نظر الإسلام، تاليف عبد الحميد محمود طهماز، دار القلم دمشق ط1 1425ه- 2004م ص 7 – 8

[6] وحقوقهنَّ مضمونة في الشريعة الإسلامية كالرجال، والدرجة التي ذكرها القران الكريم درجة القوامة المسؤولية لا تفيل الرجل على المرأة: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَال عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (البقرة: من الآية228)...

[7] العالمية – جمادى الأولى 1423ه- - اغستس 2002م – العدد 146السنة الرابعة عشر، من أصدار الهيئة الخيرية الإسلامية – الكويت.

[8] سورة ال عمران الآية 159

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day