البحث
هدي النبي صلى الله عليه وسلم لمنع انتشار الأمراض والأوبئة
منذ قرون عديدة مضت وقبل نشأة ما يسمى بعلم الطب الوقائي، وجهنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال السنة سواء أقواله أو أفعاله إلى كيفية عيش حياة سعيدة ونظيفة بالإضافة إلى كيفية تجنب الإصابة بالأمراض والأوبئة والحد من انتشارها..
ها هي بعض تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)
وكان النبي دائما يتصرف على نحو يمنع انتشار الأمراض، فعلى سبيل المثال عندما كان يعطس كان دائما ما يغطي فمه، سواء بيده أو بثوبه، ويخفض رأسه وصوته..
كما علمنا النبي أن نقيم الحجر الصحي في حالة انتشار أي أوبئة.
وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
"إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا" متفقٌ عليهِ.
كما أمر المسلمين بأن يبتعدوا عن الشخص المريض بمرض معدي كما يفرون من الأسد
إن النظافة والإجراءات المُوصى باتباعها على شكل واسع في يومنا هذا للحد من انتشار الأمراض المعدية هي في الحقيقة جزء من أسلوب الحياة الإسلامي، فعلى سبيل المثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بقص أظافرهم وحلاقة أماكن معينة من الجسم وتنظيف الفم وفتحتي الأنف بالماء، ويطلق عليها في الإسلام "سنن الفطرة".
يغسل المسلمون أيديهم جيدا عندما يقومون بالوضوء قبل الصلوات الخمس، وقبل وبعد الأكل وبعد استخدام المرحاض، وفي أوقات أخرى.
وقد وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم بتغطية الطعام ومياه الشرب، وأن ننظف أسناننا وألا نلقي أبدا بالقمامة والملوثات في المياه الجارية، وأن نقضي الحاجة في الأماكن المخصصة لذلك فقط، والحرص على نظافة الجسم والملابس بعد ذلك لأن الطهارة هي أحد سبل دخول الجنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ..."...
ويؤكد الإسلام على أداء الصلوات والدعاء والتوسل إلى الله لعبور الأوقات الصعبة، ولقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أن الاعتماد فقط على الدعاء ليس كافيا، فقد شجع المسلمين على التداوي وطلب العلاج.
حيث قال صلى الله عليه وسلم:
"تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ."
كما يحل للمسلم أن يتوقف بشكل مؤقت عن أداء العبادات التي قد تضره لظروف صحية لديه سواء الصيام أو التجمعات للصلاة أو أي عبادة أخرى.
ومن الحقائق البديهية المقررة في الإسلام أن الاهتمام بصحة الشخص والمجتمع هو جزء من الحياة التي أرادها الله للبشر من خلال الرسالة الخاتمة الإسلام.