البحث
عدم التكلف
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
” نُهينا عن التَكلُّف ” .
(رواه البخاري)
التكلف شكل من أشكال الرياء ، فهو تصنُّع الفعل في غير موضعه إبتغاء مديح أو سمعة أو إتصاف المرء بما ليس من صفاته حقيقة . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من علم شيئا فليقم به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم الله أعلم ، قال اللّه تعالى
” قُل ما أسألُكُم عَليه من أجر وما أنا منَ المُتَكَلّفينَ ” .
يتكلف كثير من الناس تصرفات مختلفة بحيث شاع بينهم كذب الأفعال وهو ما يدعى اليوم بالتقاليد الإجتماعية ، فترى المرء يعيش في ضنك وينفق الكثير إبتغاء سمعة أو دفعا لقول سوء قد يلحقه في مناسبة فرح أو عزاء ، وترى الناس يتركون فعلا يريدونه متصنعين الأعذار جاعلين حياتهم عبأ ثقيلا ، حتى أن الأرحام لتقطع تكلفا . أما المؤمن فيصنع الفعل ببساطة ودون إخفاء شيء وإظهار آخر ، ولا يتكلف أن يفعل فعلا ليس بنيته فعله.
وقد يقود التكلف إلى إرتكاب المعاصي: كالدَّيْنِ ثم المماطلة فيه وعدم وفائه ، أو الإكتساب من الحرام . كما قد يقود إلى الكذب والبحث عن الحجج الواهية لتبرير فعل معين . إن التكلف هو في حقيقته النظر إلى الأمور بعين السطحية ، أي في مظاهرها دون جوهرها . والتكلف هو مقدمة إلى النفاق ، حين يظهر المرء ما لا يبطن. كما أن أحد أسباب التكلف هو الكبر ، حيث يخشى المرء مثلا أن يقول عن أمر لا يعرفه: لا أعلم ، فيتكلم فيه بغير علم . إن قول الشعر لمن لم يؤت القابلية اللازمة له تكلف ، و التظاهر بزي الأغنياء للفقراء من التكلف... وهكذا.
يحب هذا الدين أن يتصرف المرء على سجيته دون إصطناع للتصرف فليس التكلف من فعل المؤمن المستقيم.