1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. مراعاته صلى الله عليه وسلم مشاعر بناته، وغضبه لغضبهن:

مراعاته صلى الله عليه وسلم مشاعر بناته، وغضبه لغضبهن:

الكاتب : محمد صالح المنجد
545 2023/01/12 2024/12/18

عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل؛ وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما سمعت بذلك فاطمة؛ أتت النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحاً ابنة أبي جهل. قال المسور: فقام النبي صلى الله عليه وسلم؛ فسمعته حين تشهد؛ ثم قال: "أما بعد؛ فإني أنكحت أبا العاض بن الربيع، فحدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي، وإنما فاطمة بضعة منى يؤذيني ما آذاها، وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً". فترك علي الخطبة.

فإن الغيرة من الأمور التي جبلت عليها المرأة، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن تدفعها الغيرة لفعل ما لا يليق بحالها ومنزلتها، وهي سيدة نساء العالمين.

خاصة وأنها فقدت أمها، ثم أخواتها واحدة بعد واحدة، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة.

قال الحافظ ابن حجر: "وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها. وكانت أصيبت بعد امها بإخوتها فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد خزنها".

الثالت: استنكار أن تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله في عصمة رجل واحد، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله، وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً".

الرابع: تعظيماً لحق فاطمة وبياناً لمكانتها ومنزلتها.

فهذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة هي التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من هذا الزواج.

وليس في القصة أدنى مستمسك لمن يحاول التشبث بها، للحد من تعدد الزوجات، وقد دفع النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللبس والوهم بقوله في نفس القصة: "وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حراماً".

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day