1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. كان رسول الله ﷺ مع هم عليه من الغلظة رحيما رقيقا معهم

كان رسول الله ﷺ مع هم عليه من الغلظة رحيما رقيقا معهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
158 2024/05/05 2024/10/04
المقال مترجم الى : English


وهذا واضح في أسلوبه ﷺ مع الأعرابي الذي بال في المسجد.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال

بينما نحن في المسجد مع رسول اللهﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول اللهﷺ: مهمة [أي: كف عن هذا] قال:قال رسول الله ﷺ(لا تزرموه[1]، دعوة) ثم إن رسول الله ﷺ دعاه، فقال له(إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن) أو كما قال رسول اللهﷺ. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو  من ماء، فشنه عليه[2] أي صبه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

دخل أعرابي المسجد و النبي ﷺ جالس فصلى فلما فرغ قال: اللهم ارحمني ومحمدا،ولا ترحم معنا أحدا فالتفت إليه النبيﷺ،فقال( لقد تحجرت واسعا) فلم يلبث أن بال في المسجد،فأسرع إليه الناس فقال النبيﷺ( أهريقوا عليه سجلا من ماء أو دلوا من ماء) ثم قال:( إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين).

[3]

وفي  رواية: فقال الأعرابي بعد أن فقه: فقام علي بأبي وأمي، فلم يؤنب، ولم يسب، فقال:( إن هذا المسجد لا يبال فيه، وإنما بني لذكر الله، وللصلاة) ثم أمر بسجل من ماء، فأفرغ على بوله[4].

من فوائد الحديث

فيه: الرفق بالجاهل، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف، ولا إيذاء إذا لم يأت بالمخالفة استخفافا أو عنادا، ولا سما إن كان ممن يحتاج إلى استئنافه.

وفيه: رافة النبي ﷺ، وحسن خلقه.

وفيه: دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما؛ لقولهﷺ ( دعوه) قال العلماء: كان قوله ﷺ:( دعوه) المصلحتين:

إحداهما: أنه لو قطع عليه بوله تضرر، وأصل التجنيس قد حصل، فكان احتمال زيادته أولى من إيقاع الضرر به.

والثانية: أن التجنيس قد حصل في جزء يسير من المسجد، فلو أقاموا في أثناء بوله تنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثيرة من المسجد.

وفيه: أن الاحتراز من النجاسة كان مقررا في نفوس الصحابة؛ ولهذا بادروا إلى الإنكار بحضرتهﷺ قبل استئذانه، ولما تقرر عندهم أيضا من طلب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وفيه: المبادرة إزالة المفاسد عند زوال المانع؛لأمرهم عند فراغه بصب الماء.

وفيه: أن غسالة النجاسة الواقعة على الأرض طاهرة، ويلتحق به غير الواقعة؛لأن البلة الباقية على الأرض غسالة نجاسة، فإذا لم يثبت أن التراب نقل، وعلمنا أن المقصود التطهير تعيين الحكم بطهارة البلل، وإذا كانت طاهرة في المنفصلة ايضا مثلها؛ لعدم الفارق.

وفيه: تعظيم المسجد وتنزيهه عن الأقذار.

وفيه: أن الأرض تطهر بصب الماء عليها ولا يشترط حفرها[5] 

المراجع

  1. أي: لاتقطعوا عليه بوله. النهاية[301/2]
  2.  رواه البخاري[219] ومسلم[285].
  3. رواه البخاري[220]والترمذي[147]و اللفظ له
  4.  رواه ابن ماجة[529]وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة[529]
  5. فتح الباري[325/1] شرح النووي على صحيح مسلم[191/3] 
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day