1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ومع قرابتهم له لم يكن يحابيهم في أمور الدين:

ومع قرابتهم له لم يكن يحابيهم في أمور الدين:

الكاتب : محمد صالح المنجد
496 2023/04/03 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

عن أنس رضي الله عنه أن رجالاً من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ائذن لنا؛ فلنترك لابن أختنا عباس فداءه. فقال: "لا تدعون نه درهماً"

وقولهم عن العباس: (ابن أختنا) لأنهم أخوال أبيه عبد المطلب، فإن أم عبد المطلب منهم، فهي سلمى بنت عمرو بن أحيحة وهي من بني النجار.

وإنما قالوا ابن أختنا؛ لتكون المنة عليهم في إطلاقه بخلاف ما لو قالوا عمك لكانت المنة عليه صلى الله عليه وسلم، وهذا من قوة الذكاء، وحسن الأدب في الخطاب.

قال ابن حجر: "وروى ابن عائذ في المغازي أن عمر لما ولي وثاق الأسرى شد وثاق العباس، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يئن فلم يأخذه النوم، فبلغ الأنصار، فأطلقوا العباس، فكأن الأنصار لما فهموا رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفك وثاقه؛ سألوه أن يتركوا له الفداء؛ طلباً لتمام رضاه، فلم يجبهم إلى ذلك".

وإنما امتنع صلى الله عليه وسلم من إجابتهم؛ لئلا يكون في الدين نوع محاباه.

ومن ذلك أيضاً: أن أول دم وضعه صلى الله عليه وسلم من دماء الجاهلية كان من دماء أقاربه، وأول ربا وضعه كان ربا عمه العباس.

وذلك حين قام صلى الله عليه وسلم خطيباً بعرفة فقال: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضع من دمائنا: دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل.

وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع: ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله"

واسم هذا الابن إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان هذا الابن المقتول طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر.

ففي هذه أن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهي عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه، وأهله، فهو أقرب إلى قبول قوله، وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day