1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان يثني على صفات الخير التي فيهم

وكان يثني على صفات الخير التي فيهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
362 2023/12/13 2023/12/13
المقال مترجم الى : English

قال جرير:

لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ذكرك أنفاً بأحسن ذكر. وقال: "يدخل عليكم من هذا الباب، أو من هذا الفج من خير ذي يمن، إلا أن على وجهه مسحة ملك". قال جرير: فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني.

قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ، وفيهم زيد الخيل وهو سيدهم، فلما انتهوا إليه كلمهم، وعرض عليهم الإسلام، فأسلموا، وحسن إسلامهم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل ما فيه". ثم سماه زيد الخير، وقطع له فيدا وأرضين معه، وكتب له بذلك فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً إلى قومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ينج زيد من حمى المدينة".


فما انتهى إلى ماءٍ من مياه نجد يقال له: فرده أصابته الحمى بها، فمات، فلما أحس بالموت أنشد:

أمرتحل قومي المشارق غدوة                   وأترك في بيت بفردة منجد

ألا رب يوم لو مرضت لعادني                  عوائد من لم بير منهن يجهد

وقال لأشج عبد القيس – وكان وافد فبيلة عبد القيس وقائدهم ورئيسهم -: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة".

قال النووي: "أما الحلم فهو العقل، وأما الأناة فهي التثبت، وترك العجلة.

وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له: ما جاء أن الوفد لما وصلوا إلى المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها، وعقل ناقته، ولبس أحسن ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

فقربه النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه، وقال له: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day