1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وقد تاب بعض هؤلاء المنافقين ، منهم: الجلاس بن سويد

وقد تاب بعض هؤلاء المنافقين ، منهم: الجلاس بن سويد

الكاتب : محمد صالح المنجد
58 2024/07/27 2024/07/27
المقال مترجم الى : English

وكان من الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، وكان يثبط الناس عن الخروج ، وكان عمير بن سعيد يتيماً فى حجره، وأمه تحت الجلاس ، وكان يكفله ، ويحسن إليه . 

فسمعه وهو يقول : والله، لئن كان محمد صادقاً لنحن شر من الحمير ! فقال له عمير : ياجلاس ، لقد كنت أحب الناس إلى ، وأحسنهم عندى أثراً ، وأعزهم على أن يدخل عليه شىء نكرهه، والله لقد قولت مقالة لئن ذكرتها لتففضحك ، ولئن كتمتها لأهلكن ، وإحداهما أهون على من الأخرى !  فذكر النبى  ﷺ مقالة الجلاس ، فبعث النبى ﷺ إلى الجلاس ، فسأله عما قال عمير .

فقال عمير: " بلى والله قلته ، فتب إلى الله تعالى ، ولو لا أن ينزل قرآن ، فيجعلنى معك ما قولته ".فجاء الوحى إلى رسول الله ﷺ ، فسكتوا لا يتحرك أحد.  وكذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحى . فرفع عن رسول الله ﷺ ، 

فقال :

يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرٗا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ

[ التوبة : 74 ] .

فقال الجلاس : " قد قلته ، وقد عرض الله على التوبة ، فأنا أتوب ". فأعترف بذنبه ، وحسنت توبته ، ولم يمتنع عن خير كان يصنعه إلى عمير بن سعيد . 

قال عروة : فما زال عمير فى علياء بعد هذا حتى مات (1).

ومن مراسيل ابن سرين قال : لما نزلت هذه الأية : أخذ النبى ﷺ بأذن عمير وقال : " يا غلام وفت أذنك ، وصدقك ربك " (2). 

وقد استعمل عمر بن الخطاب عمير بن سعيد هذا على حمص ، ومات عمير هذا بالشام، وكان عمر بن الخطاب يقول : " وودت لو أن رجلاً مثل عمير أستعين به على أعمال المسلمين " ( 3).

المراجع

  1. هذه القصة رواها ابن جرير الطبرى[ ٨٧٣/١ ] ، وعبد الرازق فى المصنف [ ١٨٣٠ ] عن عروة ابن الزبير مرسلة ، وقال ابن عبد البر : " وقصته مشهورة فى التفاسير ". 
  2. الاستيعاب [٧٩/١ ].
  3.  رواه عبد الرازق [ ١٨٣٠٤] . أسد الغابة [ ٨٧٣/١ ] .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day