1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. كان تعامله ﷺ مع النساء قائماً على الرفق والحلم

كان تعامله ﷺ مع النساء قائماً على الرفق والحلم

الكاتب : محمد صالح المنجد
119 2024/08/18 2024/10/07
المقال مترجم الى : English

عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال :

استأذن عمر بن الخطاب رضى الله عنه على رسول الله ﷺ ، وعنده نسوه من قريش يسألنه ، ويستكثرنه (1) ، عالية أصواتهن على صوته (2). فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب . فأذن له النبي ﷺ ، فدخل ، والنبي ﷺ يضحك . فقال : " عجبت من هؤلاء اللاتى كن عندي ، لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب " . فقال : أنت أحق أن يهبن يارسول الله . ثم أقبل عليهن فقال : ياعدوات أنفسهن ، أتهبنني ، ولم تهبن رسول الله ﷺ ! . فقلن : إنك أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ (3). قال رسول الله ﷺ : " إيها ياابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك " (4).

وهذا الحديث محمول على ظاهرة : أن الشيطان متى رأى عمر سالكاً فجاً هرب هيبة من عمر، وفارق ذلك الفج ، وذهب في فج آخر؛ لشدة خوفه من بأس عمر أن يفعل فيه شيئاً .

وفيه : فضل لين الجانب والحلم والرفق ما لم يفوت مقصوداً شرعيا ً ، 

قال تعالى :

وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ

[ الحجر : 88]. 

وقال :

وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ

[ ال عمران : 159 ].

بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ

[ التوبة : 128 ] .(5)


المراجع

  1. يطلبن كثيراً من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن .
  2.  يحتمل أن علو أصواتهن إنما كان باجتماعها لا أن كلام كل واحدة بانفرادها أعلى من صوته ﷺ . شرح النووى على صحيح مسلم [١٦٤/١٥ ] . 
  3.  قال العلماء : وليست لفظة أفعل هنا للمفاضلة ، فتح البارى [ ٤٧/٧ ].
  4.  رواه البخارى [ ٣٦٨٣ ] ومسلم [٢٣٩٧ ] . 
  5.  شرح النووى على صحيح مسلم [١٦٥/١٥ ] .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day