1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان يحتمل, يعطي من عنده؛ ليصلح بين المتخاصمين، ويقطع النزاع والخصومة

وكان يحتمل, يعطي من عنده؛ ليصلح بين المتخاصمين، ويقطع النزاع والخصومة

الكاتب : محمد صالح المنجد
254 2024/01/24 2024/11/17

عن سهل بن أبي حثمة

أن محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر من جهد أصابهم، فتفرقا في النخل، فعدي على عبد الله بن سهل، فكسرت عنقه، ثم طرح في قليب. وفقده أصحابه، فالتمسوه حتى وجدوه، فاستخرجوه، فغيبوه ثم قدم أخوه عبد الرحمن وابنا عمه حويصة، ومحيصة إلى النبيﷺ، فذهب عبد الرحمن ليتكلم في أمر أخيه، وكان أحدثهم سنا، وهو صاحب الدم. فقال رسول الله ﷺ:( كبر كبر)، أو قال:( ليبدأ الأكبر) فاستأجر عبد الرحمن، وتكلم حويصة، ثم تكلم محيصة، ثم تكلم عبد الرحمن في أمر صاحبهم. فقالا: يا رسول الله! إنا وجدنا عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من بعض قلب خيبر، وليس بخيبر عدو إلا يهود. فقال النبي ﷺ:( من تتهمون)؟ قالوا: نتهم اليهود فكتب رسول اللهﷺ إليهم به، فكتب:( ما قتلناه). فقال رسول الله ﷺ( فتقسمون خمسين يمينا أن اليهود قتلته؟)

وفي رواية لمسلم

( يقسم خمسون منكم على رجل منهم، فيدفع برمته).

وفي رواية لأحمد( 15664)

( تسمون قاتلكم، ثم تحلفون عليه خمسين يمينا ثم نسلمه إليكم).

وفي رواية للبيهقي(16868)

( أتحلفون خمسين يمينا، وتستحقون دم قاتلكم؟)قالوا: أمر لم نشهده كيف نحلف؟! وما كلنا لنحلف على ما لا نعلم، ما ندري من قتله إلا أن يهود عدونا، وبين أظهرهم قتل قال:( فيحلفون لكم خمسين يمينا أنهم لم يقتلوه ويتبرأون من دم صاحبكم) قالوا: يا رسول الله ما كنا لنقبل أيمان يهود، ما هم فيه من الكفر أعظم من أن يحلفوا على إثم. فكره رسول الله ﷺ أن يبطل دمه، فوداه من عنده بمائة ناقة. قال سهل: فوالله ما انسى بكرة منها حمراء ركضتني، وأنا أحبها.

قال النووي:( إنما وداه رسول  الله ﷺ قطعا للنزاع، وإصلاح لذات البين، فإن أهل القتيل لا يستحقون إلا أن يحلفوا، أو يستحلف المدعى عليهم، وقد امتنعوا من الأمرين، وهم مقهورون بقتل صاحبهم، فأراد ﷺ جبرهم، وقطع المنازعة، وإصلاح ذات البين بدفع ديته من عنده وفيه: أنه ينبغي للإمام مراعاة المصالح العامة، والاهتمام بإصلاح ذات البين)  

        

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day