1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ومع قضائه ﷺ بالحق بين المخصوم فإن ذلك لا يمنعه من تطييب خواطر الجميع

ومع قضائه ﷺ بالحق بين المخصوم فإن ذلك لا يمنعه من تطييب خواطر الجميع

الكاتب : محمد صالح المنجد
78 2024/01/26 2024/04/29
المقال مترجم الى : English

ففي قصة الحديبية، ومصالحة النبي ﷺ أهل مكة أن يدخلها في العام المقبل ثلاثة أيام، قد النبي ﷺمكة في العام القادم معتمرا. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا، فقد مضى الأجل. فخرج النبي ﷺ، فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم! يا عم! فتناولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأخذ  بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك. قال علي: فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها، أنا، وجعفر، وزيد بن حارثة.فقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، يعني: أسماء بنت عميس . وقال زيد: ابنة أخي. وقالت: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، وعندي ابنة رسول الله ﷺ وهي أحق بها. فقضى بها النبي ﷺ لخالتها وقال:( الخالة بمنزلة الأم) وقال رسول الله ﷺ:( اما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي.وأما أنت يا علي فمني، وأنا منك. وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا).

من فوائد الحديث 

فيه: تعظيم صلة الرحم بحيث تقع المخاصمة بين الكبار في التوصل إليها.

وفيه: أن الحاكم يبين دليل الحكم للخصم، وأن الخصم يدلي بحجته. 

وفيه: أن الحضانة إذا تزوجت بقريب المحضونة لا يسقط حضانتها إذا كانت المحضونة انثى أخذا بظاهر هذا الحديث. قاله أحمد.

وفيه: تنافس الصحابة رضي الله عنهم في فعل الخير، ومسابقتهم إليه، وأن كلا منهم يحرص على أن يكون من السابقين إلى الخيرات، وأن يكون من الذين يحظون بالأجر في كفالة اليتيم. ومع حكم النبي ﷺ في هذه القصة لجعفر إلا أنه قد أرضى بقوله كل واحد منهم.

قال ابن حجر:( فوقع منه ﷺ تطييب خواطر الجميع، وإن كان قضى لجعفر، فقد بين وجه ذلك).

وقال ابن دقيق العيد:( والذى قاله النبي ﷺ لهؤلاء الجماعة من الكلام المطيب لقلوبهم من حسن أخلاقه ﷺ.ولعلك تقول: أما ما ذكره علي وزيد فقد ظهرت مناسبته؛ لأن حرمانهم من مرادهم مناسب لجبرها بذكر ما يطيب قلوبهم. 

وأما جعفر: فإنه حصل له مراده من أخذ الصيبة، فكيف ناسب ذلك جبره بما قيل له؟ فيجاب عن ذلك: بأن الصبية استحقتها الخالة، والحكم بها لجعفر بسبب الخالة، لا بسبب نفسه، فهو في الحقيقة غير محكوم له بصفته، فناسب ذلك جبره بما قيل له).

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day