1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. لقد كان النبىﷺ يقبل اعتذراتهم وأيمانهم تأليفاً لهم

لقد كان النبىﷺ يقبل اعتذراتهم وأيمانهم تأليفاً لهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
134 2024/07/21 2024/07/21
المقال مترجم الى : English

قال زيد رضى الله عنه:

خرجنا مع رسول الله ﷺ فى سفر أصاب الناس فيه شدة. فسمعت عبد الله بن أبى يقول : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل.  قال زيد بن أرقم : فذكرت ذلك لعمى(1) ، فذكره للنبى ﷺ ، فدعانى ، فحدثته. فأرسل رسول الله ﷺ ، وصدقه (2)، فأصابنى هم لم يصبنى مثله قط ، فجلست فى البيت (3). فقال لى عمى : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ﷺ ، ومقتك؟! فوقع فى نفسى مما قالوه شدة حتى  أنزل الله تعالى :إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ [ المنافقون : 1]  إلى أخر السورة وفيها : هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ[7] يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ[ المنافقون : 7-8]  فأرسل إلى رسول الله ﷺ فقرأها على ، ثم قال : إن الله قد صدقك يازيد (4)قال : ثم دعاهم النبىﷺ ، ليستغفر لهم قال: فلووا رءوسهم (5).

من فوائد الحديث: 

فيه: ترك مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات، لئلاً ينفر أتباعهم ، والأقتصار على معاتباتهم، وقبول أعذارهم، وتصديق أيمانهم، إن كانت القرائن ترشد إلى خلاف ذلك، لما فى ذلك من التأنيس والتأليف.

وفيه: جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه ، ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قضد بذلك الإفساد المطلق ، أما إذا كانت فيه مصلحة ترجع على المفسدة فلا (6). 


المراجع

  1. المراد بعمه سعد بن عبادة وليس عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج. وفى رواية: فقال رسول الله ﷺ : " لعلك أخطاً سمعك، لعلك شبه عليك " .
  2. مغازى الواقدى [٤١٧/٢] ، ثم إن تكذيب سيد القوم، وتصديق غلام صغير قد لا يكون مقبولا عند كثير من الناس فى هذة المرحلة.
  3.  وفى رواية أحمد [١٨٧٩٩]: فرجعت إلى المنزل، كئيباً حزيناً. 
  4.  وفى رواية قال : فيما أنا أسير مع رسول الله ﷺ قد خففت برأسى من الهم، أتانى فعرق بأذنى وضحك فى وجهى، فما كان يسرنى أن لى بها الخلد فى الدنيا. ثم إن أبا أبكرلحقنى فقال : ما قال لك رسول الله ﷺ ، قلت ما قال لى شيئاً إلا أنه عرك أذنى وضحك فى وجهى . فقال : أبشر ثم لحقنى عمر فقلت له مثل قولى لأبى بكر . فلما أصبحنا قرأ رسول الله ﷺ سورة المنافقون. وراه الترمذى [ ٣٣١٣ ] ، وصححه الالبانى فى صحيح الترمذى [ ٣٣١٣ ].
  5.  وراه البخارى [٤٩٠٠ ] ، ومسلم [ ٢٧٧٢]، والترمذى [٢٧٧٢] .
  6. فتح البارى [٦٤٦/٨].


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day