1. المقالات
  2. تدبر حديثًا
  3. الحديث الثالث عشر: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله)

الحديث الثالث عشر: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله)

تحت قسم : تدبر حديثًا
2850 2020/04/20 2020/04/20
المقال مترجم الى : English Español
الحديث الثالث عشر: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله)

روى الشيخان واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

*المعاني: -*

تَشَهَّدَ: فرغ من قراءة التشهد وقبل أن يسلم من الصلاة

أَعُوذُ: أعتصم وأستجير

فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ: الابتلاء والامتحان في الحياة، وعند الاحتضار وسؤال الملكين في القبر

الفوائد ( 24 فائدة)

فوائد في الدعاء والاستعاذة: 

  1. مكانة الدعاء وأهميته، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يدل أصحابه عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام: "لايرد القضاء الا الدعاء"
  2. الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام والتحصن بغرض دفع الضُّر، فحقيقة معناها هو الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه
  3. التعوذ يدخل في أكثر أمور الحياة فهو باب كبير لدفع الضر عن العبد ومنها ما ذكر في هذا الحديث، وأمور أخرى كالشرك والفقر والجبن والبخل والدَّين والشياطين والعين  وأشرار الخلق والبلاء وحتى دخول الخلاء
  4. ورد في حديث آخر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه هذه التعوذات الأربع كما يعلمهم السورة من القرآن لشدة عنايته بها وحرصه على تحفيظهم إيَّاها والعمل بها
  5. تكرار الاستعاذات الأربع خمس مرات على الأقل في اليوم والليلة دليل على خطور هذه الأمور، ولزوم الاستحضار الدائم لها والاحتياج لتوفيق الله في مقابلها
  6. تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه معاذ ومعصوم إظهار للفقر والعبودية والخضوع لله، وليكون قدوة لأمته وتشريعا
  7. لا يجوز الاستعاذة بغائب لدفع الضر فيما لا يقدر عليه إلا الله فهي عبادة لا تُصرف إلا لله عز وجل، فمن استعاذ بمخلوق في هذا المقام كفر بالله عز وجل
  8. الاستعاذة بالمخلوق الحي الحاضر المستطيع لدفع ضُرِّ يشاهده جائزة، بدليل حديث أبي مسعود الأنصاري الذي رواه مسلم أنه كان يضرب غلاما له، فلما رأى الغلام رسول الله قال أعوذ برسول الله وذلك لينجيه من هذا الضرب الذي يلاقيه

فوائد عقائدية: 

  1. إثبات عذاب القبر ونعيمه ووجوب الإيمان به لأنه أول منازل الإيمان باليوم الآخر
  2. اثبات خروج المسيح الدجال، وأن فتنته من أعظم الفتن التي تمر على الخلق منذ آدم

الفوائد الفقهية: 

  1. استحباب الدعاء قبل التسليم لقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"
  2. استحباب هذه التعوذات الأربع بالذات استحبابا شديدا وهو قول الجمهور من أهل العلم، بل ذهب بعضهم لوجوبها 

الفوائد العامة: 

1. استمرار الفتن من بداية خلق الإنسان حتى موته كلما زالت فتنة ظهرت أخرى

2. الاستحضار الدائم للموت ولما بعده وهو يتناسب مع قوله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات"

3. من الفتن ما يكون خيرا إذا صبر العبد وثبت فيها، فيزداد بها الذين آمنوا إيمانا، وتكون شرا على ضعاف الإيمان وتنقية للصف المسلم منهم

4. فتنة المحيا: هي كل ما يتعرض له الإنسان في كل لحظات حياته من الكفر والشرك والبدع والشهوات والشبهات، وما يمر به من الأقدار خيرها وشرها

5. فتنة الممات: لها معنيان

المعنى الأول: الاحتضار وخروج الروح وما يشعر به الانسان عندها من آلام شديدة في سكرات الموت، وما ورد من حضور الشيطان للحظة الاحتضار لدعوة الإنسان للكفر بالله عندها، ففتنة الممات على ذلك جزء من فتنة المحيا، ويكون ذكرها بعدها لتأكيد خطورة هذه اللحظة من الحياة

المعنى الثاني: سؤال الملكين في القبر عن الرب والدين والرسول، ويكون ذكرها مع فتنة المحيا لقربها منها زمنيا، أو لأنها حصاد لها

6. التبصر بدعاة السوء، وناشرى الإلحاد والفساد، فإنهم كالمسيح الدجال يخرجون على الناس باسم المصلحين المجددين، وهم الهادمون للفضيلة والدين

7. ختام الصلاة بهذا الدعاء يربطها بالحياة الدنيا والآخرة في آن واحد، فهو حلقة ربط بينها وبين الممارسة الفعلية لمواجهة فتنة المحيا ثم فتنة الممات بغرض اتقاء عذاب القبر وعذاب جهنم ومن فتنة الدجال، فيكون هذا الدعاء مذكرا بالوظيفة العملية للصلاة وهي النهي عن الفحشاء والمنكر

8. استحباب الدعاء بالجوامع من الألفاظ

*الفوائد اللغوية: -*

1. الاستعاذة تكون لدفع الشر أما اللياذة (ألوذ) تكون لطلب الخير
2. معنى كلمة "المسيح":-
أ - أولا في حق عيسى عليه السلام: المتحرك في الأرض للتعبد أو للجهاد، أو هو الذي يمسح على أصحاب العاهات فتبرأ ببركة مسحته
ب - ثانيا في حق الدجال: المتحرك في الأرض للإفساد أو لأنه ممسوح العين اليمنى أعور
3. لا يقال المسيح مطلقا بغير صفة إلا إن أُريد به المسيح النبي، أما المسيح الدجال فلا يطلق إلا مقترنا بوصف الدجال للتفريق بينهما
4. خطأ تسمية المسيح الدجال "المسيخ"، لعدم ورودها في السنة بهذا اللفظ


المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day