البحث
وحث على إهداء الجيران لبعضهم ولو بالشيء اليسير
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة
والمقصود بالفرسن في الحديث: حافر الشاة.
وهذا النهي عن الاحتقار نهي للمعطية المهدية، ومعناه: لا تمتنع جارة من الصدفة والهدية لجارتها؛ لاستقلالها، واحتقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسر، وإن كان قليلاً كفرسن شاة، وهو خير من العدم. وذكر الفرسن على سبيل المبالغة.
ويحتمل أن يكون النهي إنما وقع للمهدى إليها، وأنها لا تحتقر ما يهدى إليها ولو كان قليلاً.
وفي الحديث: الحض على التهادي ولو باليسير؛ لأن الكثير قد لا يتيسر كل وقت، وإذا تواصل اليسير صار كثيراً، وفيه استحباب المودة وإسقاط التكلف. وإنما خص النساء بالنهي؛ لأن النساء يكثر منهن الاحتقار للمهدى، أو المهدي، ولأنهن أكثر اتصالاً بالجيران من الرجال؛ يحكم المكث والقرار.