1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ لهم مكانتهم، ووجاهتهم في قومهم

فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ لهم مكانتهم، ووجاهتهم في قومهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
332 2023/12/02 2024/12/18
المقال مترجم الى : English

كان أبو سفيان من كبراء قريش، ثم صار سيدها بعد ذهاب رؤوسها، وفي غزوة أحد كان رأس قريش، فلما أسلم جعل النبي صلى الله عليه وسلم له ذكراً عند فتح مكة.

فعن ابن عباس رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب، فأسلم. فقال له العباس: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلو جعلت له شيئاً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن".

 

وعن أبي هريرة في قصة الفتح قال:

(.... وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا، وجاءت الأنصار، فأطافوا بالصفا. فجاءه أبو سفيان، فقال: يا رسول الله أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن".

قال النووي: "وفيه تأليف لأبي سفيان، وإظهار لشرفه".

وعن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان، وصهيب، وبلال في نفر [وهذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر في الهدنة بعد صلح الحديبية]، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها.

فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟!

فأتى النبي صىلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "يا أبا بكر لعلك   أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم؛ لقد أغضبت ربك".

فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟

قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.

فلم ينكر على أبي بكر قوله من وجوب حفظ مكانة سيد قريش، وإنما نهاه أن يكون قد أغضب أصحابه.

ولما قدم سعد بن معاذ سيد الخزرج رضي الله عنه؛ ليحكم في بني قريظة أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يقوموا إليه إكراماً له.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فأتاه على حمار. فلما دنا قريباً من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار: "قوموا إلى سيدكم، أو خيركم، فأنزلوه". فقعد عند النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن حجر رحمه الله: "فيه: إكرام أهل الفضل".

وهذا القيام ليس من القيام المنهي عنه، وذلك؛ لأن القيام على ثلاثة أقسام:

الأول: القيام إلى الرجل، وهو من السنة، إذا كان الرجل الذي قمت إليه أهلاً لذلك، مثل ما لو دخل إنسان له فضل في علمه، أو دينه، أو ماله، ثم قمت لتتلقاه فهذا من السنة.

ومنه حديث: "قوموا إلى سيدكم"، ولأن هذا من الإكرام لذوي الفضل، وإكرام ذوي الفضل من محاسن الأعمال، والآداب.

الثاني: القيام على الرجل، وهذا منهي عنه، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال لأصحابه لما صلوا قياماً وهو جالس: "إن كدتم آنفاً لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهو قعود فلا تفعلوا".

 الثالث: القيام للرجل، وصورته أن يدخل رجل علينا، فتقوم له تكريماً، فهذا لا بأس به، لكن الأولى تركه؛ لأن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره أن يقوم أصحابه له؛ ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل، ولا يقومون له، وهو أشرف البشر صلى الله عليه وسلم، وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day