1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ولم يكن يقبل منهم الإقالة من البيعة على الإسلام و الهجرة

ولم يكن يقبل منهم الإقالة من البيعة على الإسلام و الهجرة

الكاتب : محمد صالح المنجد
189 2024/05/16 2024/12/18
المقال مترجم الى : English


عن جابر بن عبد لله رضي الله عنهما قال

جاء أعرابي النبيﷺ فبايعه على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة[1] فأتى النبي ﷺ فقال: يامحمد أقلني بيعتي[2] فأبى رسول الله ﷺ ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي فأبى. ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي. فأبى، فخرج الأعرابي[3] فقال رسول الله ﷺ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبها)[4]

قال العلماء: إنا لم يقله النبيﷺ بيعته، لأنه لا يجوز لمن أسلم أن يترك الإسلام، ولا لمن هاجر إلى النبيب ﷺ للمقام عنده أن يترك الهجرة ويذهب إلى وطنه أو غيره. وهذا العرابي كان ممن هاجر وبايع النبيﷺ على المقام معه[5] 

( إنما المدينة كالكير) كير الحداد، وهو المبني من الطين.وقيل: الزق الذي ينفخ به النار، والمبني: الكور[6]

( تنفي خبثها) هو ما تلقيه من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيب والمعنى: تطرد المدينة من لا خير فيه وتخرجه.

(وينصع طيبها) أي: يصفو وخلص ويتميز، ومعنى الحديث:أنه يخرج من المدينة من لم يخلص إيمانه، ويبقى فيها من خلص إيمانه[7]

قال ابن المنير( ظاهر هذا الحديث ذم من خرج من المدينة، وهو مشكل؛ فقد خرج منها جمع كثير من الصحابة، وسكنوا غيرها من البلاد، وكذا من بعدهم من الفضلاء.

والجواب: أن المذموم من خرج عنها كراهة فيها، ورغبة عنها كما فعل الأعرابي المذكور، وأما المشار إليهم فإنما خرجوا لمقاصد صحيحة، كنشر العلم، وفتح بلاد الشرك، والمرابطة في الثغور وجهاد الأعداء، وهم مع ذلك على اعتقاد فضل المدينة وفضل سكناها[8]

المراجع

  1. الحمى وألمها. النهاية[207/5]
  2.  أي:اقبل مني فسخ البيعة التي بيننا
  3.  أي:من المدينة راجعا إلى البدوي
  4.  رواه البخاري[1883] ومسلم[1383]
  5.  شرح النووي على مسلم[156/9]
  6.  النهاية[217/4]
  7. تحفة الأحوذي[289/10]
  8.  فتح البارى[200/13]
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day