البحث
وكان ﷺ ربما عاتبهم على بعض أفعالهم وقسوتهم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قبل رسول الله ﷺ الحسن بن على، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا. فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله ﷺ، ثم قال:( من لا يرحم لا يرحم)[1]
رواه أحمد[25780]، وقال الهيثمي( إسناده صحيح) مجمع الزوائد[248/4]، وحسنه الأرناؤوط
وعن عائشة رضي الله عنها قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال
تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم فقال النبي ﷺ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟)
الناس مختلفون في أخلاقهم وطباعهم متنوع الألوان
قلب كما اللبن الحليب بياضه متشبع بتعطف وحنان
وسواه قلب كالصفا متحجر بل ربما أقسى من الصوان
سكن الصحارى مسندا لصخورها فلذا هما صنوان مشتبهان
جاءوا النبي بجهلهم وغبائهم في وضعهم الحلم والإحسان
يأتي الجهول يشده من ثوبه فانشق من جذب الجهول الجاني
ضحك النبي له، وأعطاه الذي يرجو بلا عنف ولا حرمان
ويبول جاهلهم بمسجده، فلم يزجره بالتعنيف قبل بيان
إن المساجد عظمت حرماتها ليست لهاك الأذى بمكان
بنيت لذكر الله جل جلاله وصلاتنا، وقراءة القرآن
يغضي عن الإغلاظ منهم والجفا من سوء أخلاق، وقبح لسان
بل جاء يوما خائن يغتاله غدارآ كفعل مخادع خوان
رفع السلاح على النبي وقال:( من يحميك مني) لات حين أمان
فأجابه:( الله) فانتبهت الفتى وكأنما قد شلت الكفان
أخذ النبي سلاحه، لكن عفا والعفو يجمل ساعة الإمكان
لكن إذا قتلوا البرئ ، وأفسدوا في الأرض، وارتدوا عن الإيمان
يقتص منهم بالعدالة حاكما ومعاقبة بالحزم دون تواني
ويجالس الأعراب دون تكبر ويضيفها وتلك حلاوة التبيان
ويزور مرضاهم، ويدعو بالشفا ومبشرا بالطهر والغفران
قبل الهدايا منهم وأثابهم ليقابل الإحسان بالإحسان
بل زاد أضعافا، وشيمته الندى مثل السحاب الصيب الهتان