1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. كان ﷺ رفيقا رحيما بهم، ويعاملهم بمبدأ الشفقة والرأفة، ويبين لهم شناعة المعصية ويستعمل معهم الخطاب العقلي أحيانا

كان ﷺ رفيقا رحيما بهم، ويعاملهم بمبدأ الشفقة والرأفة، ويبين لهم شناعة المعصية ويستعمل معهم الخطاب العقلي أحيانا

الكاتب : محمد صالح المنجد
105 2024/05/27 2024/09/08
المقال مترجم الى : English


عن أبي أمامة رضي الله عنه قال

إن فتى شابا أتى النبي كان ﷺ رفيقا رحيما بهم، ويعاملهم بمبدأ الشفقة والرأفة، ويبين لهم شناعة المعصية ويستعمل معهم الخطاب العقلي أحيانا، فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه، فزجروه. قالوا: مه مه . فقال:( ادنه) فدنا منه قريبا. قال: فجلس. قال(أتحبه لأمك؟) قال:( لا والله، جعلني الله فداك. قال:( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال:( أفتحبه لابنتك؟) قال:( لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك. قال:(ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال:( أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال:(ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال:( أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال:(ولا الناس يحبونه لأخواتهم). قال:( أفتحبه لعمتك؟). قال:لا والله، جعلني الله فداك. قال:( ولا الناس يحبونه لعماتهم). قال( أفتحبه لخالتك؟). قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال:( ولا الناس يحبونه لخالاتهم). قال: فوضع يده عليه، وقال:( اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه). فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ

[1]

فكلما أن لك محارم فللناس محارم، والمزني بها هي ولابد _ أخت إنسان أو أمه أو عمته… الخ، فإن كنت ترضاه لنفسك فهذه نقيصة، وإن كنت لا ترضاه لنفسك، فكيف ترضاه للناس؟

وهكذا استدل النبيﷺ بقبح الزنا في أعين الناس؛ فإنهم لا يرضونه لأمهاتهم، ولا لبناتهم، ولا لمحارهم، فعامل الناس بما تحب أن يعاملونك به، وما تكرهه لنفسك فاكرهه للناس. إن الإقناع العقلي إذا انضاف إلى خشية الله مما ينتظر المذنب يوم القيامة من العذاب أصبح الحاجز عن الذنوب أقوى وأقوى. وهنا كف الشاب عن نزوته المحرمة، وأبغض الزنا عن قناعة. ولو أن كل شاب طبق هذا الحديث في نزواته لما زنى أحد؛ لأنه لا يرضى ذلك في محارمه[2].

لقد تعامل معه ﷺ بكل رفق ورحمة، كيف لا ،

وقد أخبر الله عنه بقوله

( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)

[آل عمران:159]

وهذه شهادة من الله تعالى لنبيه ﷺ برحمته بالناس كافة ذكرهم وأنثاهم، صغيرهم وكبيرهم، برهم وفاجرهم. 

قال ابن كثير في قوله تعالى:( ولو كنت فظا غليظ القلب)، أي: لو كنت سيئ الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك، ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم تأليفا لقلوبهم، كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: إنه رأى صفة رسول الله ﷺ في الكتب المتقدمة: أنه ( ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح[3])[4].

المراجع

  1. رواه أحمد[21708] وصححه الألباني في الصحيحة[370]وقد سبق 
  2. شرح الأربعين النووية[11/36] للشيخ عطية سالم 
  3. رواه البخاري[4838] 
  4.  تفسير ابن كثير[148/2] 
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day